اشتريت علماً كبيراً لوطني علقته على واجهة المنزل كما فعل كثير من الناس ممن يهيمون حباً وعشقاً في هذا الوطن، واشتريت ألواناً حمراء وخضراء وبيضاء وسوداء ووروداً واكسسوارات وقرطاسية وأشياء كثيرة لها علاقة بشعارات الوطن لأوزعها على أطفال «الفريج» ليشاركونا الفرحة باحتفالنا بيوم من أيامنا الخالدة التي خلدها الزمن، لأنها كانت نقطة تحول تاريخية لهذه الأرض الطيبة، هذه الأرض التي وهبها الله قادة يحبون شعبهم وشعباً يحب قادته، ووهبها الله خيراً وفيراً، فشمل عطاؤها مشارق الأرض ومغاربها، وأصبحت في زمن قياسي مصدر إلهام لكل شعوب الأرض ومصدر دهشة لكل الأمم. وفي محال زينة السيارات لم أجد متسعاً لتزيين سيارتي لأن الشباب يكادون يحتكرون الأماكن، فترى كل شاب لديه أفكاره وتصميماته التي يعبر بها عن فرحته وعن اعتزازه بشعارات هذا الوطن الغالي. وجدت أن كثيراً من الناس يحتفلون كل بطريقته بهذه المناسبة العزيزة الغالية علينا جميعاً، لا فرق بين مواطن أو مقيم طالما أن الحب لهذه الأرض يبقى هو الأهم، كثير من الناس ممن عاشوا على هذه الأرض يحبونها ولا يرضون عنها بديلاً، فقد أصبحت وطناً بديلاً، بل إن كثيراً منهم لا يرغب في العودة الى وطنه الأم، فلا يوجد بلد في العالم يتعايش فيه الناس بهذه الطريقة من الأمن والأمان والتسامح والطيبة والفرص التي تفتح آفاقاً مستقبلية بلا حدود. الكل يشارك في الفرحة حتى وإن كان هناك من قد يحاول استغلالها بطريقة أو بأخرى، فالتجار قد يستغلون حبنا للشعارات الوطنية التي تمكنوا من توفيرها مبكراً لأنها تمثل بالنسبة لهم فرصة تسويقية وموسماً تجارياً، فيرفعون الأسعار كما يشاؤون، بل إن بعض تلك الشعارات ارتفعت أسعارها مع اقتراب موعد المناسبة بشكل خيالي وتضاعفت الأسعار مرتين وثلاثاً، ورغم أن المبدأ فيه ما فيه غير أننا مع ذلك نقول حلال عليكم لأن وطننا يستحق كل الخير وكل الحب والعهد والولاء. وهناك من قد يستغل الفرحة فيضيعها برعونة غير مسؤولة في الطريق، فيقلب الفرحة الى حزن لا قدر الله، ولذلك علينا يا شباب أن نعي أن الفرحة لا تعني الفوضى ولا تعني الرعونة ولا تعني التهور، ويمكننا أن نفرح وأن نحترم قواعد وقوانين الطريق في نفس الوقت، فأنتم عزيزون على هذا الوطن كما هو عزيز عليكم.. علينا أن نكون مثل هذا الوطن، جميلاً معطاء راقياً طيباً متسامحاً محباً جامعاً لكل البشر. bewaice@gmail.com