الاحتفالات تحت شعار “روح الاتحاد” تضعنا جميعاً أمام مسؤولية الاتحاد كما أراده الآباء المؤسسون منذ 40 عاماً، وقد أجاد من وضع الشعار وأجاد من تبناه، ليصبح شعاراً يتصدر كل التفاصيل، والحكاية كما نقول دائماً ليست في الشعارات ولكن في تطبيقها، وليست في رصف الكلمات ولكن في الشعور بها، وليست في جواز السفر ولكن في السفر عميقاً إلى روح الوطن، وليست في ألوان العلم ولكن في الانتماء إليه حقاً، ولتحقيق ذلك قطعنا جبالاً من السنين وكثباناً وأرتالاً من علامات التخلف، لنصبح في النقطة المضيئة التي نحن فيها اليوم. أكملت الدولة 40 عاماً، بلغت أشدها والمفروض أن طريق النمو والتنمية قد توازيا فيها نحو النضج، مع تفضيل مؤكد للتنمية على النمو، وبين الاثنين لدى أهل الاقتصاد والاجتماع فرق كبير، حيث يعالج النمو موارد الأرض والطبيعة ليبني ويعمر على الأرض، بينما تعني التنمية أن توظف كل ما لديك لمصلحة الإنسان والارتقاء به في كل المجالات، وتحديداً في التعليم وعلى طريق الوعي لتحقيق الهدف الكبير: المواطن الصالح. روح الاتحاد: إنسانها، هويتها، ثقافتها، لسان أهلها وملامحهم وتطلعاتهم من أقصى قرى الساحل الشرقي إلى آخر حدود المنطقة الغربية، روح الاتحاد هي أنت وهو وأنا ونحن جميعاً، يجمعنا ولاء للوطن، وامتنان لما نحن فيه من خير ومحبة صادقة، وإخلاص في النوايا والمقاصد، وعلى ذلك يجب أن نربي هذه الأجيال التي لم تشهد شيئاً من مخاض البدايات ولم يتسن لها أن تتفيأ ظلال تلك الأيام المختلفة، لكنها تعيش بالمقابل أياماً أفضل مليئة بتفاصيل مختلفة لا تقل ازدهاراً. قارب البناء على النضج، تكونت لدى الإنسان توجهات ضرورية فيما يخص يومه وغده وتحديات أبنائه وأحلامهم، وتلك المعوقات التي تعترض الطريق والتي لن نتمكن من عبورها بالتجاهل والأمنيات، ولكن بالتأكيد بكثير من العمل واليقظة والمشاركة، والشفافية، عين على الأمس بكل ركائزه وأمنيات المؤسسين الكبار، وعيون على الغد بكل امتلاءاته وزخمه وطفرات التقدم فيه، فنحن مقبلون على مستقبل يحاكي أفلام الخيال تقدماً وعلماً وتكنولوجيا واتصالات ونظم تعليم و....الخ، وهذا أول ما يحتاجه أن يكون تعليمنا متطوراً جداً، وقادراً على أن يعطي المجتمع والمستقبل مخرجات تتناغم مع كل هذا التطور، وتستطيع أن تشكل رافعة حقيقية للبناء والإبداع. روح الاتحاد تعني لنا أمناً نتمنى أن يستمر وأن نستثمره في البناء، بناءاتنا الداخلية، بناء إنسان أكثر قوة وصلابة وأبعد ما يكون عن الرخاوة والتميع التي ولدتها الثروة لدى الكثيرين لأن المستقبل لا يمنح مقاعد لدول رخوة ولا لإنسان غير قادر على أن يقف على رجليه بثبات جبل، وأن نستثمره في بناء علاقات مستقرة مع المحيط ومحيط المحيط لأن الأمن هو مفتاح الانتعاش، فرؤوس الأموال جبانة إزاء القلاقل والمشاكل والنقاط الساخنة وقد شاء لنا القدر أن نكون في البقعة الأسخن في العالم، لكن لدينا ثقة في حكمائنا بأن يعملوا على نزع كل الفتائل التي قد تشعل حرائق لن تدفئنا بقدر ما ستحرقنا. “روح الاتحاد” ستبقى فينا أبداً ما بقينا أبناء مخلصين لنهج زايد وقيادة خليفة، عشقاً غير محدود لإماراتنا بكل تفاصيلها وأطيافها. عائشة سلطان | ayya-222@hotmail.com