المرأة عندما لا تسعدها الحياة الزوجية تصاب بالأرق، وعندما يقتحم حياتها الأرق فإنها تفقد القدرة على النوم، وعندما لا تنام المرأة فإنها مُعرضة لأمراض وعلل كثيرة، وقد أظهرت دراسة بريطانية أن 75% من النساء البريطانيات مصابات بالأرق، مقابل 25% من الرجال.. وحذَّر الباحثون أن قلة النوم عند النساء نتيجة الأرق يعرضهن لأمراض خطيرة جداً.. ولا يقل الأرق كمرض نفسي يصيب النساء عن المشروبات الغازية، والتي بدورها تؤدي إلى أمراض أشد خطورة، وأهمها مرض السكري، وذكر باحثون أميركيون في جامعة أوكلاهوما أن النساء في منتصف العمر، اللاتي يتناولن عبوتين أو أكثر من المشروبات الغازية في اليوم الواحد، هن أكثر عرضة بنسبة 4 مرات لارتفاع الدهون في الدم وارتفاع معدلات السكر.. وفي عصر تزايدت فيه الضغوط النفسية وارتفعت حرارة المشاعر الذاتية، وانكفاء الأشخاص على ذواتهم وتكاثف الهجمات المادية المريعة، كما وتضاعف وجود الأجهزة الإلكترونية التي احتلت مساحة واسعة من الاهتمامات، ما يجعل الانطواء أمراً واقعاً، والذي بدوره يؤدي إلى ضيق المساحة التي تتحرك فيها النفس البشرية، والتي من طبيعتها الاجتماع إلى الآخر، أما العكس فهو خارج القاطرة، وضد ما تحتاجه المشاعر الإنسانية من دفء وحب.. اليوم وقد أصبحت الأبواب المغلقة عنوان العصر، صار من الضروري أن يجد الإنسان وسيلة للتعويض، ولا وسيلة غير التخلص من عقدة “أنا مشغول”، ومع العزلة الاختيارية التي فرضها الإنسان على نفسه، تبرز الأكلات السريعة، والمشروبات الغازية في المقام الأول، لإنتاج الدهون الفائضة في الدم، ما يفيض منها مرض السكر، وكما يسمونه مرض العصر.. عادات وقيم جديدة اكتسبها الإنسان بفعل ظروف مباغتة، أدت إلى خروجه عن خط الاستواء الطبيعي لحياته الفطرية، ما يجعله عرضة لهذه الأمراض، التي عجز الطب حتى الآن في إيجاد علاجات جذرية، تنهي مأساة ملايين البشر في بقاع العالم.. في هذه الظروف وكأن الإنسان اجتهد وتفنن في صناعة أمراضه الخطيرة، وكأن قانون النفي يُنصِّب نفسه حَكماً في صناعة العلاقة بين المرض والصحة، وبين اجتهاد العلم وما تجنيه أيدي المرضى على أصحابها.. وعندما ترى مريضاً يتألم، فإنك لأول وهلة تشعر بالتضامن مع هذا الشخص، ولكن لمجرد تأمل سلوكيات الشخص نفسه ينتابك الشعور بالتأنيب تجاه هذا الشخص، كون الكثير من الناس يجلبون إلى أنفسهم المرض ويعرفون مدى فداحته، ولكن هناك النداء الداخلي المضاد الذي يحاول إثبات العناد.. نسأل الله الصحة والعافية للجميع، ونقول للجميع أيضاً: لا تنشغلوا كثيراً حتى لا تأرقوا، فتمرضوا، ولا تكثروا من شرب “السوائل السامة” فصحتكم هي صحة المجتمع، وصحة المجتمع هي عنوان عافية منجزاته وقدراته.. المشروبات الغازية في سكرها سم، وفي غازاتها عدم.. فاجتنبوها.. marafea@emi.ae