في كل مناسبة، يؤكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أهمية العنصر المواطن في عملية البناء والنماء والنهضة الشاملة التي تشهدها الدولة، ودور المواطن الفاعل في دفع المسيرة التنموية والنهضوية إلى ما لا نهاية، فالشعوب الطامحة والوثابة إلى تحقيق الإعجازات والإنجازات لا ترسم خطاً فاصلاً لمراميها، بل تطلق العنان لنفسها لتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز، وما قدمته السواعد الفذة والتي ساهمت بشكل فاعل في بناء الوطن والوصول به إلى مصاف الدولة المتقدمة والمتحضرة يقف شاهداً على ذلك، فالحضارات لا تبنيها المصانع ولا الآلات ولا الأموال، بل السواعد والعقول، فالإنسان هو ثروة الشعوب الحقيقة، وهو مصدر تقدمها ونهضتها، وقد يكون سبب تخلفها وتراجعها إذا ما انزوى واكتفى بدور المتفرج، الإنجازات والتاريخ وحده الإنسان من يسطرهما ويدونهما على صفحات الأمم، لذلك تولي قيادتنا الرشيدة أهمية كبرى لتنمية وتطوير العنصر البشري، ومن أجل ذلك احتل المواطن أولويات القيادة والحكومة اللتين تسعيان دائماً لتأمين أفضل ظروف سبل العيش الكريم، وكذلك المناخ الملائم والمناسب للمشاركة الفاعلة في عملية النهضة والبناء الشاملة التي تشهدها الدولة، كما تسعيان إلى تسليح المواطن بالعلم والمعرفة الحديثة لمواجهة تحديات القرن، والقدرة على التعامل مع المعطيات المتجددة والمتطورة كل لحظة حول العالم. وقد عكس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رؤية القيادة والدولة في الاهتمام بالعنصر البشري بصورة جلية، عندما أكد أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تسعى إلى بناء “ثروات وطنية جديدة”، في مقدمتها الثروة البشرية الخلاقة والمبدعة التي يمكنها أن تقود زخماً تنموياً وتطوراً مجتمعياً وتحولاً نوعياً من الاقتصادات التقليدية إلى اقتصادات تعتمد على المعرفة والابتكار، وأن توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، تقضي بالاهتمام البالغ بالنشء والجيل الحالي وتوفير الإمكانات كافة ودعم المبادرات والفعاليات التي توفر للعقول اليافعة سبل الإبداع والتفكير الخلاق، من خلال الاطلاع على أهم الحقائق والمبادئ العلمية، ما ينمي لديهم الوعي الفكري والعلمي وروح الابتكار والقدرة على الاكتشاف والاختراع ليصبحوا عماد الوطن وبناة المستقبل. إن هذه الرؤية لهي مصدر اعتزاز وفخر لكل مواطن، وهو يستشعر الاهتمام والدعم اللذين يحظى بهما من القيادة الرشيدة التي لم تدخر جهداً في سبيل دعم وتنمية العنصر البشري، وتوفير مقومات الرفاهية كافة والاستقرار والأمن والأمان لأبناء الوطن، والسعي الدؤب إلى العمل على كل ما شأنه تنمية قدرات المواطن وتأهيله وخلق فرص الإبداع له في شتى المجالات. ونحن نعيش بهجة وفرحة الاحتفال بذكرى اليوم الوطني الأربعين لقيام دولتنا الفتية، يتوجب علينا العمل بكل جد وإخلاص لرد بعض الجميل للوطن، وقيادته الرشيدة التي لم تدخر جهداً في سبيل رفعة الوطن وإعلاء شأن المواطن، بأن نضاعف من جهدنا وحرصنا ونسخر طاقاتنا لخدمة الإمارات التي نعتز بالانتماء لها والعيش على ترابها الطاهر. m.eisa@alittihad.ae