أعلن الاتحاد الآسيوي نتائج التقييم للدوريات المحترفة في القارة، والذي حمل البشارة لدورينا، بعودته ثانية إلى المركز الخامس في الترتيب، بدلاً من السابع، وحفاظه على مقاعده الثلاثة، إضافة إلى النصف مقعد، وهو ما يعد بالفعل نصراً للجنة المحترفين، التي تمكنت من المضي بخطة العودة إلى مرادها، ولكن هذه العودة، كانت على الورق، فالأمور في ملاعبنا كما هي، ومستويات فرقنا في دوري أبطال آسيا يغني الحال فيها عن الكلام، وللحقيقة، لست أدري هل هو انفصام للجنة التقييم الآسيوية تلك عن الواقع، أم أن هذه طبيعة الأمور، بينما أنا وحدي من يشعر أن في الأمر شيئاً ناقصاً، فعن نفسي، يرضيني أن يتطور دورينا أكثر من «سالفة» الترتيب والمقاعد، وأن يفوز ناد إماراتي ببطولة آسيوية أو حتى يتأهل للنهائي فيها، أثمن ألف مرة من كل المقاعد والنقاط التي حصّلناها. تقدمنا أكثر من مائة نقطة في التقييم، وجمعنا كل ما جمعنا من أمور لوجستية، تمثل الإطار للمنظومة الكروية، مثل التنظيم والإدارة والتسويق والخطط التجارية وإدارة المباريات والإعلام والملاعب والأندية والبنية التحتية، بينما في المقابل، لا زلنا «محلك سر» في صلب الكرة وأساسها، فعلى صعيد الجماهير، تقدمنا من 31:5 في المائة في التقييم الماضي إلى 42.8 نقطة من 100 في التقييم الأخير، وحتى الآن، فكل الأمور «شكلية»، وكما قلت تخص إطار الصورة، وليس الصورة نفسها. نصل إلى الصورة أو جوهر ولب الموضوع، وهو المعيار الفني، والغريب والمدهش، والذي طرح بداخلي أكثر من علامة استفهام، أننا في هذا البند تأخرنا ولم نتقدم، فقد كنا ونحن «السابع على آسيا» قد جمعنا 30:4 في المائة من النقاط المائة، الخاصة بهذا البند الرئيسي والمحوري، بينما في التقييم الجديد حصلنا على 26.9 نقطة فقط من المائة نقطة، أي أننا فقدنا أربع نقاط ونصف، وبالتالي، إذا ما قسنا دورينا فنياً، فهذا معناه أننا تراجعنا، في الوقت الذي تقدمنا بشهادة القارة الآسيوية.. بالله عليكم: أليس هذا بالمضحك المبكي. صدقوني، وفور أن تم الإعلان عن نتيجة التقييم، لم أشغل نفسي بالمائة نقطة من مائة التي حصلنا عليها في معيار الحوكمة، أو الـ 82 التي جمعناها من التسويق أو الـ 50 من 50 في الملاعب، وإنما ظللت أبحث عن المعيار الفني، وبالرغم من أن أهل مكة أدرى بشعابها، وحال كرتنا لا يخفى علينا، إلا أنني منيت النفس ولو بنقلة على الورق، ولكن التقييم بدا وكأنه «عربي».. يعطيك من «طرف التقييم حلاوة» وفي باطنه، يسدد لك اللكمة، التي أنت في الأصل من سددها لنفسك. ما حققناه، يمكن وصفه بأنه إنجاز إداري ليس إلا، وأن أوراقنا كانت أكثر انضباطاً من واقعنا، وأن النقاط التي زادت عن 645.3 نقطة من 800، لا تحسب للكرة، وإنما لآخرين، للجنة وللإعلام، وللمسوقين، ولمن بنوا وشيدوا الملاعب، ولمن يديرون ويخططون، وليس لمن يلعبون، فهؤلاء تراجعوا، بشهادة التقييم، والآن.. لست أدري هل أفرح أم أحزن؟ كلمة أخيرة: كرتنا أشبه بمريض لا زال يعاني رغم أن التحاليل أثبتت أنه «سليم» mohamed.albade@admedia.ae