كلنا في الهم شرق
نحن في دول الخليج شعب واحد يجمعنا مصير واحد وتراث واحد وتاريخ واحد، كما أننا نحن أبناء الخليج تربطنا صلات وثيقة وعلاقات ضاربة في الجذور، عاداتنا واحدة وتقاليدنا واحدة، حتى في إدارتنا للرياضة نتشارك في العشوائية والفوضى السائدة.
قرأت بالأمس خبراً من الكويت يطلب فيه الصربي جوران مدرب منتخب الكويت إقامة معسكر تدريبي خارجي لمدة 15 يوماً قبل مباراة كوريا الجنوبية، في ختام التصفيات الآسيوية للمرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم والمحدد لها يوم 29 فبراير من العام المقبل على أن تتخلله مباراتان وديتان.
وبالتأكيد سيلبي له الاتحاد الكويتي لكرة القدم هذا الطلب ويضرب بعرض الحائط جدول المسابقات وسيقدم ويؤخر دون أن يفكر في أي عواقب ودون أن يحسب حجم الضرر، فمن أجل عين تكرم مدينة ومن أجل مباراة الفوز فيها يساوي تجاوز مرحلة فلا مانع من عدة مباريات مقدمة وعدة مباريات مؤجلة، ولا مانع من تشويه شكل الأجندة هذا إذا كانت من الأساس موجودة.
هكذا نحن في الخليج يأتي المدربون بأساليبهم “الميكافيلية” التي لا يجرؤون على التفكير بها في بلدانهم، يطلبون وأوامرهم مستجابة، وهو بالضبط ما فعله طيب الذكر السيد كاتانيتش عندما طلب في الموسم الماضي إيقاف الدوري لمدة أربعين يوماً استعداداً لكأس آسيا، وتمت تلبية طلباته وشروطه بالحرف، وكانت النتيجة خروجنا من البطولة مبكراً ولم نسجل أي هدف.
المشكلة في طريقة إداراتنا لكرة القدم في دولنا مشتركة وأستطيع أن أجزم بأننا نسير بالبركة، لا توجد لدينا أجندة أو مواعيد محددة تقام فيها مسابقاتنا ولا نلتزم بأيام “الفيفا” التي تستغلها معظم منتخبات العالم باستثناء منتخباتنا، ومن ثم نسأل أنفسنا ما الذي حدث وما الذي جرى ولماذا سبقتنا الدول الآسيوية الأخرى؟.
قد يوافق الاتحاد الكويتي على طلب جوران ولن نندهش، فقد فعلناها نحن سابقاً ولبينا كل طلبات كاتانيتش، وقد يفوز المنتخب الكويتي على كوريا ويتأهل للمرحلة الرابعة من تصفيات المونديال، ولكنه في المقابل سيدفع الثمن غالياً في قادم الأيام، عندما يكتشف أن لديه منتخباً للمناسبات ومسابقات هشة ليس لها نظام.
نحن في الخليج كلنا نتعامل بنفس المنطق، ولذلك تنطبق علينا مقولة كلنا في الهم شرق، نتعامل مع كل قضايا حياتنا بالقطعة ونرتب جدول أولوياتنا بالقرعة، نسير هكذا كما شاءت الظروف بلا هدى ولا توجد لدينا سياسة طويلة المدى، ولهذا السبب مهما عملنا أو اجتهدنا لا يجدي عملنا وتضيع جهودنا سدى.
Rashed.alzaabi@admedia.ae
عدد اليوم
