ازدحمت أجواء مدينة دبي خلال الأسبوع الماضي بأحدث الطائرات ذات الطرز المختلفة، خلال معرض الطيران الدولي الذي استقطب كبريات الشركات العالمية والمستثمرين في مجال النقل الجوي، وكان المعرض هو الأفضل من حيث النشاط وحجم الصفقات الموقعة عبر دوراته المتلاحقة، وهو ما يسهم تعزيز مكانة الإمارة كمركز عالمي للطيران، وهو القطاع الذي يلعب دوراً متزايد الأهمية في اقتصاد الإمارة. ورغم أن دبي اشتهرت خلال السنوات الماضية كمركز اقتصادي بارز في الشرق الأوسط، بعد النشاط الذي شهدته مجموعة من القطاعات مثل التجارة والاستثمار المالي والعقاري والسياحي، إلى جانب القطاعات الأخرى، وهي المجالات التي لا تزال تشهد توسعاً مستمراً، فإن هناك قطاعين أساسيين يشهدان نمواً متسارعاً ومن المتوقع أن يكونا من المحركات الأساسية لاقتصاد الإمارة خلال السنوات المقبلة، وهما قطاعا النقل الجوي، والموانئ والنقل البحري. وإذا كان المهتمون بصناعة الطيران يلحظون مدى التوسع الذي يسجله هذا القطاع في اقتصاد الإمارة سواء من خلال توسع مطار دبي الدولي أو مراحل إنجاز وتشغيل مطار آل مكتوم الدولي، أو توسع نطاق عمل الناقلتين الجويتين «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، فإن الاستثمار في قطاع إدارة وتشغيل الموانئ يشكل هو الآخر جزءاً مهماً من المنظومة الاقتصادية والاستثمارية التي تعمل وفقها الإمارة، كجزء من أنشطتها التجارية المهمة، وهو قطاع لا يقف عند حدود معينة، بل يتجه إلى العالم بشرقه وغربه، أينما كانت هناك فرص استثمار ملائمة. الاستثمار في الموانئ البحرية يعتبر من الأنشطة الاستثمارية طويلة الأجل، ولا تقف فوائده عند الأرباح والعوائد المالية المتحققة من هذه الاستثمارات، بل تتخطى ذلك إلى صقل وتطوير الخبرات البشرية والاطلاع على تجارب دولية، وبناء منظومة من العلاقات الواسعة مع الشركات الاستثمارية المختلفة بالعالم، عبر شركات الخدمات البحرية والمناطق الحرة في العديد من مناطق العالم، وهو ما يعني بناء شبكة استثمارية عالمية من خلال هذه الاستثمارات، وهو الأمر الذي تعمل على إنجازه شركة موانئ دبي العالمية من خلال انتشارها الواسع في عشرات الدول والمحطات البحرية العملاقة حول العالم، حتى أضحت الشركة أحد الأقطاب الكبرى بالعالم في هذا المجال. واليوم يبدو جلياً أن قرار تأسيس شركة موانئ دبي العالمية، التي بدأت العمل بموانئ إقليمية قريبة وتوسعت عالمياً بشكل تدريجي، وتمكنت من الاستحواذ على عملاق مشغلي الموانئ البحرية في العالم، شركة «بي أند أو» البريطانية، لتتوسع في قارات العالم المختلفة، كان قراراً استراتيجياً ومهما لتعزيز المستقبل الاقتصادي للإمارة، حيث يشكل قطاع الموانئ جزءا مهما من اقتصاد الإمارة، ويلعب هو مع قطاع الطيران والنقل الجوي، دوراً محورياً وبارزاً في شكل وهيكل اقتصاد دبي الحديث. hussain.alhamadi@admedia.ae