الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

طبيب نباتات ألماني تنتعش الزهور على يديه

طبيب نباتات ألماني تنتعش الزهور على يديه
8 يناير 2010 22:06
قد تبدو علامات الوهن على مرضاه وقد ترتسم إمارات الشحوب على وجوههم وتظهر دلالات الضعف على كيانهم وقد تكتسي أجسامهم بالبقع البنية؛ غير أن أحدا منهم لا يعرف البوح بالشكوى. ويحتاج وينفريد ماثي وهو أستاذ في علوم البساتين وطبيب لأمراض النبات نظرة واحدة فقط على مرضاه الخضر حتى يستطيع التوصل إلى تشخيص للمرض الذي يعانون منه ليقول مثلاً "آه ..هذا مرض السوس العنكبوتي وقد غزا بأعداد كبيرة من العدوى أوراق النبات أو فروعه". ويقوم ماثي (48 عاما) واثنان من زملائه 5 مرات كل عام بتحويل صوبة زراعية بحديقة مدينة كوبلينز الألمانية إلى ما يشبه عيادة الطبيب لمعالجة النباتات التي تتعرض للأمراض المختلفة. ويعرضون خدماتهم مجانا لمن يطلبها. ويقول ماثي إن عيادته تستقبل أحيانا 20 شخصا وأحيانا أخرى 50، حيث يقوم هو وزملاؤه باستمرار بكثير من العمل. ويجمع ماثي بين المرح والأسلوب العملي، ويبدو أنه يفضل أن يستمتع بقليل من الفكاهة أثناء العمل. ومنذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي ظل ماثي يقدم النصح والمشورة لأصحاب الحدائق المنزلية والبساتين الصغيرة باعتباره طبيبا رسميا للنباتات. وقد حصل على شهادة رسمية تفيد بذلك ينبغي تجديدها كل عام من الأكاديمية المحلية للحدائق. ويوجد في المانيا نحو 50 طبيبا معترفا بهم للنباتات وهم جميعا خبراء في مجال البساتين وتنظيم وتصميم المساحات الخضراء، وتصطف الكتب والمجلات المتخصصة في موضوعات النباتات والحدائق على الطاولة التي يجلس أمامها ماثي وزميلاه، ويلتقط أحدهم من آن لآخر أحد هذه الكتب ليتصفحها. ويؤكد ماثي أنهم متخصصون في نباتات الزينة، غير أنهم عندما يطلب منهم المشورة حول الخضراوات أو أشجار الفاكهة فإنهم أحيانا يلجؤون إلى الكتب المتخصصة والمراجع للتوصل إلى الإجابات الصحيحة. وقد زاد الإقبال مؤخرا على عيادة ماثي وزملائه، فقد كان باب العيادة المنزلق يفتح بين الفينة والأخرى ويدخل زائر جديد إلى الصوبة ويجلس في نهاية صف من المقاعد. وتوجد طاولة أمام رجل كان قد جلس بالفعل في وقت سابق وضع عليها أصيص بداخله براعم خضراء رقيقة لنبات في أول عهده بالحياة، بينما جلبت سيدة تنتظر لرؤية طبيب النباتات حقيبة بلاستيكية بداخلها أوراق متفرقة من نبات زهرة الأولياندر العطرة، وحمل ثالث سلة يطل من داخلها فرعان جافان لأحد النباتات. ولكي يتمكن طبيب النباتات من التوصل إلى التشخيص السليم للمرض ينبغي عليه أن يفحص على الأقل جزءا من النبات المريض. ويقول ماثي إنه يكفي فحص ورقة أو فرع من النبات للكشف عن طبيعة المرض. وإذا ظلت هناك شكوك حول طبيعة المرض يتم إرسال عينة إلى أكاديمية الحدائق لتحليلها. ?ويقرر الطبيب نوع العلاج المطلوب ويدون اسم دواء يمكنه المساعدة. ويشعر لوثار بالإثارة وهو يتلقى روشتة العلاج ويقول شاكرا "إنها لخدمة عظيمة". وتعد الورود والنباتات من الفصيلة السحلبية هي المرضى التقليدين خلال أوقات عمل العيادة. ويوضح ماثي أن أصحابها يأتون مرارا. ويتحدث ماثي عن النباتات كما لو أنها تأتي إلى عيادته سيرا على أقدامها. ويضيف إن المشكلة عادة تتمثل في نظام الري الخاطئ الذي يتبعه أصحاب النباتات حيث يكفي أن يتم رشها بالماء. وفي فصل الخريف يرى أطباء النباتات غالبا حالات من الفطريات التي يمكن أحيانا علاجها باتباع نصائح بسيطة مثل نقلها إلى مكان آخر من المنزل أو معالجتها بمنتج يشيع وجوده في المنازل. وإذا لم يتيسر علاج آخر يوصي أطباء النبات باستخدام منتجات كيماوية. ويؤكد ماثي أن النباتات مهمة للغاية بالنسبة لكثير من الأشخاص الذين يمتلكونها وبالتالي فإنهم يحاولون استخدام أية طريقة لإنقاذها، ويربي ماثي نباتات البونساي ولديه حديقة بمنزله لنباتات حوض البحر المتوسط، وكثيرا ما يستمع لقصص شخصية عن النباتات والحدائق معظمها ذكريات يرويها أشخاص ظرفاء. وهناك شيء واحد يعلمه بشكل مؤكد وهو أن هناك صلة وثيقة تربط النباتات بالعواطف الإنسانية.
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©