شكراً قطر بكل اللغات وكل اللهجات وكل الألسن المختلفة في القارة الكبرى من آسيا التي حلت في ضيافة قطر لمدة زادت على 22 يوماً، شكراً على الحدث الذي أثبت قدرة دولة وكفاءة شعب وبما يملكه القطريون من كرم وطيبة وحفاوة ووجوه مبتسمة وضيافة وحسن معشر وبكل ما ذكرت وأعلم أن لديهم من هذا وأكثر واعذروني لو لم أكن أستطيع التعبير بأكثر من كلمتين وهما شكراً قطر. نظمت “دوحة الحب” كأس آسيا فأجادت وأبدعت كما جرت العادة فليس جديداً على الأشقاء هذا النجاح وليس غريباً أن تسخر قطر كل إمكاناتها من أجل السهر على راحة الضيوف الذين عاشوا أوقاتاً مليئة بالبهجة والسعادة ومرت الأيام سريعة لم نشعر بها، وقدمت قطر للجميع بطولة غاية في الروعة كما هي عادة هذا البلد الذي احترف الإبداع ولم يرض عنه بديلاً، فكانت البطولة ناجحة تنظيمياً ولم يحدث أي شيء يعكر صفو الضيوف الذين وجدوا في “دوحة الحب” أشقاء وأصدقاء يمدون لهم يد العون ولا يبخلون بالجهد من أجل ضمان عودتهم إلى بلادهم وهم يحملون أجمل انطباع عن الدولة التي اختارها العالم لتحتضن أهم وأضخم بطولة على سطح الكرة الأرضية بعد 11 عاماً. ما قدمته قطر يضع استراليا الدولة التي ستستضيف البطولة القادمة عام 2015 في اختبار صعب فلم يدع القطريون أي شاردة أو واردة ولم يتركوا شيئاً للصدفة وكانت البطولة مختلفة في كل شيء، وعندما يهتم القطريون بأدق التفاصيل ويضعون الحل قبل وقوع المشكلة وعندما يغادر الجميع من مطار الدوحة والابتسامة لا تفارق محياهم، وكأنها انتقلت إلى وجوههم من أصحاب الدار لا يسعنا سوى القول شكراً قطر، وأيضاً نقول إن قطر أتعبت من بعدها سواء كانت استراليا أو أي دولة تتصدى لاستضافة حدث رياضي حيث كانت قطر هي النموذج المثالي أو لنقل إنه الخيالي. وداعاً آسيا 2011 التي عشناها أياماً وليالي ملاحاً وكانت لنا فيها أفراح وأتراح، أسعدتنا تارة وأحزنتنا تارة وانسابت دموعنا تارة وتارة، وداعاً آسيا فلن يذكرك أبناؤك من العرب كثيراً فلم تكوني لهم وفية، أو هم لم يكونوا عند مستوى الحدث ولن يذكروا النتائج والمباريات والخروج الحزين وخفي حنين اللذين عاد بهما جميع الناطقين بلغة الضاد، ولكنهم سيذكرون زخات المطر وبلاداً هواؤها العطر سيذكرون الدوحة وسيشكرون قطر. في البداية والنهاية شكراً قطر ووداعاً آسيا وموعدنا بعد أربعة أعوام في استراليا. راشد إبراهيم الزعابي | Rashed.alzaabi@admedia.ae