مُنذ شهور عدة ومرضى ضغط الدم والسكري يشكون من نقص أدوية هذين المرضين الفتاكين في مستشفى عبيد الله برأس الخيمة.. الأطباء يعرفون، والممرضون يعرفون، ووزارة الصحة تعرف جيداً، مدى سعة انتشار هذين المرضين في أوساط المجتمع، والجميع يعلم مدى خطورتهما وفداحتهما، والمأساة الكبرى في عدم توافر الأدوية اللازمة لعلاج الضغط والسكري.. الكثير من المبتلين بهذين المرضين يتوجهون إلى الصيدليات بحثاً عن الدواء المناسب والكثير من هؤلاء لا يملكون المال اللازم لشراء الأدوية باهظة الثمن، وهذا يعني أن الكثيرين سوف يواجهون الأخطار القاتلة فيما لو استمرت الحال على ما هي عليه.. ضغط الدم مرض بغيض لا يرحم فقيراً ولا غنياً، وقد يتجاوز الغني الخطورة بقدراته المالية، أما الفقراء ومحدودو الدخل فهؤلاء مهددون وأنياب هذا المرض القاتل، تفصح عن خطر داهم، غاشم، لا يتوانى عن فعل أي شيء في سبيل القضاء على فريسته.. أما مرض السكري فهذا العدو المخاتل، يأتي بصمت ويذهب بضجيج أقرب إلى القنابل الموقوتة.. السكري ينتقي من أعضاء الجسد ما هو الأهم لينقض عليه، ويذهب بعيداً إلى أسوأ الأحوال. إذاً نحن أمام مرضين من أخطر الأمراض، ونسبة كبيرة من الناس أبتليت بهما، ولا عافية ولا نجاة إلا بالأدوية، وغيابها يعني قرار مبطن وغير مباشر، تفرضه الجهات المعنية والمختصة على الناس. لتقول لهم اذهبوا وأنتم الطلقاء باتجاه ما هو أسوأ وأنكأ. أتمنى أن تلتفت إدارة المنطقة الطبية في رأس الخيمة إلى عافية الناس قبل أن تهتم بأي شيء آخر.. أتمنى أن ينهض رجالها ونساؤها، وجميع موظفيها، ليهبّوا هبة إنسانية من أجل حماية الناس وإنقاذ حياتهم ومراعاة ظروفهم. بلادنا بلاد الخير وخيرها يعم القاصي والداني، وبلادنا بلاد الوفاء، ووفاؤها ملأ التضاريس الأرضية عشباً قشيباً، وبلادنا في نعمة ولله الحمد، فلماذا إذاً نترك الناس وهم أهلنا، آباؤنا وأمهاتنا وأبناؤنا وبناتنا يشكون من نقص في دواء أو تقصير ممن يطلب منهم التداعي من أجل الآخرين.. الصحة تاج، ويجب على المعنيين أن يساهموا بجدية في وضع هذا التاج على كل رأس، وأن يتحركوا بصدق من أجل الوقاية والحماية والرعاية والعناية.. أتمنى أن يضغط المسؤولون على ضغط الدم بثقل اهتمامهم، وأن يريحوا رؤوس الناس من صداع البحث عن دواء تصدعت له نفوس ورؤوس. أتمنى أن “يحلي” المسؤولون أبدان مرضى السكري بأدوية تتوافر ولا تتأخر وأتمنى أن يعافي الله الناس جميعاً من شرور هذين المرضين ومن إهمال المقصرين.. والله المستعان.