في الأيام الماضية عقد أكثر من اجتماع مهم بين مسؤولينا، ليس في قاعات الاجتماعات ولكن عبر وسائل الإعلام، وتحولت صفحات ملاحقنا إلى طاولة مستديرة نناقش فيها مشاكلنا، وشاهدنا الشفافية التي ننادي بها واختفى “التطبيل”، وعلى مشهد من القراء كشفنا أنفسنا ونشرنا الغسيل، ولا أدري هل حدث خلل أدى إلى انقطاع وسائل الاتصال، فلم تعد المكالمات الهاتفية متوافرة من الأساس، وغابت الخدمة عن شبكات الإنترنت وأجهزة الفاكس. إذ يقول غانم الهاجري رئيس اتحاد اليد من خلال وسائل الإعلام إنه تم توجيه ثلاث رسائل من الاتحاد إلى اللجنة الأولمبية ممثلة في أمينها العام سعيد عبدالغفار، وكانت الأولى في 13 يوليو والثانية في 20 يوليو والثالثة في 15 سبتمبر، ولم تقم اللجنة بالرد سوى على الرسالة الأخيرة، بينما لم يتم التعرف إلى مصير الرسالتين الأولتين. ثم يرد عليه يوسف السركال نائب رئيس اللجنة الأولمبية عبر وسائل الإعلام أيضاً، أن اللجنة طلبت من اتحاد اليد وضع خطط للفترة المقبلة، وأن ما أرسله الاتحاد هو برنامج زمني وليس خططاً تتم مناقشتها ودراستها بشكل علمي، وأنه تم السماح لمنتخب اليد بالمشاركة في دورة الألعاب الخليجية لمنحه فرصة الاحتكاك فقط رغم أن الاتحاد لا تتوافر فيه معايير الاختيار. وأقول للطرفين عبر وسائل الإعلام نفسها أيضاً، لست في صدد الانحياز لأي طرف ولكنني أريد مناقشة القضية من منظور مختلف، فطالما أن الاتصالات بين الطرفين مقطوعة ولغة التخاطب بينهما غير مسموعة، ولا يجمعهما سوى تصريح من هذا المسؤول في هذه الصحيفة ورد من ذلك المسؤول في تلك الصحيفة، أقول لهما ما هكذا تورد الإبل وشكراً لكما بالفعل، فقد اختصرتما علينا معرفة أين يكمن الخلل. يحدث هذا في الألفية الثالثة والقرن الحادي والعشرين، وفي عصر ثورة الاتصالات والتكنولوجيا وبعدما أصبح العالم قرية صغيرة، ولكن هذا ما لا تعرفه بعد مؤسساتنا الرياضية الكبيرة، فلا تزال المسافات بعيدة والمساحات شاسعة وسبل الاتصال ضائعة، ويبدو أن المؤسسات الرياضية في الدولة لا تزال تعتمد على الجمل كوسيلة نقل، والحمام الزاجل في تبادل الرسائل. عندما تنعدم وسائل التخاطب، يصبح التواصل بين المسؤولين عن رياضتنا غائباً، فتلك هي ثالثة الأثافي وهي والله أم المصائب، وإذا كان رئيس اتحاد لعبة جماعية يخاطب اللجنة الأولمبية فلا يحصل على الجواب، ويرد عليه نائب رئيس اللجنة الأولمبية عبر الصحف بوابل من اللوم وسيل من العتاب، فهل ما زلنا نبحث عن أسرار إخفاقاتنا ونتساءل عن الأسباب؟. Rashed.alzaabi@admedia.ae