عرف العرب بعدلهم وساسوا به الأمم وبسطوا حضارتهم وفتحوا البلاد، فضربوا المثل في عدلهم.. العَدْل لغة ما قام في النفوس أنه مستقيم، وهو ضِد الجَوْر، عَدَل يَعْدِلُ عَدْلاً وهو عادِل من قوم عُدُول وعَدْلٍ، ومن أسماء الله سبحانه: العَدْل، هو الذي لا يَمِيلُ به الهوى فيَجورَ في الحكم، والعَدْلُ الحُكْم بالحق، يقال: هو يَقْضي بالحق ويَعْدِلُ. والعَدْلُ من الناس: المَرْضِيُّ قولُه وحُكْمُه. يروى أن ملكاً من الملوك خرج يسير في مملكته متنكراً، فنزل على رجل له بقرة تحلب قدر ثلاث بقرات، فتعجّب الملك من ذلك وحدثته نفسه بأخذها، فلما كان من غد حلبت له النصف مما حلبت بالأمس، فقال له الملك: ما بال حلبها نقص أرَعَت في غير مرعاها بالأمس؟ فقال: لا ولكن أظن أن ملكنا رآها أو وصله خيرها فهمّ بأخذها، فنقص لبنها، فإن الملك إذا ظلم أو همّ بالظلم ذهبت البركة. فتاب الملك وعاهد ربه في نفسه ألا يأخذها ولا يحسد أحداً من الرعية، فلما كان من الغد حلبت عادتها. وقيل إن ملكاً بلغه أن امرأة لها حديقة فيها القصب الحلو، وكل قصبة منها تعصر قدحاً، فعزم الملك على أخذها منها، ثم أتاها وسألها عن ذلك، فقالت: نعم، ثم إنها عصرت قصبة، فلم يخرج منها نصف قدح، فقال لها: أين الذي كان يقال؟ فقالت: هو الذي بلغك إلاّ أن يكون السلطان قد عزم على أخذها مني، فارتفعت البركة منها، فتاب الملك وأخلص لله النيّة وعاهد الله ألاّ يأخذها منها أبداً، ثم أمرها فعصرت قصبة منها فجاءت ملء قدح. قال حافظ إبراهيم: وراع صاحب كســرى أن رأى «عُمراً» بيــن الرعيـــة عطــلاً وهــو راعيهــا وعهـــدُه بملــــوك الفُــرس أن لهــا سوراً من الجُند والأحــراس يحمــيها رآهُ مســـــتغرقاً فـي نومـــــه فــرأى فيه الجلالـــة في أســــمى معانيهــا فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً ببــردة كاد طــول العهــد يبليهــــا فهان في عينـــــــيه ما كان يكبــــره من الأكاســــر والدنيــــــا بأيديهـــا وقال قولــة حـــق أصبحـــت مثــلاً وأصبح الجـيل بعـد الجــيل يرويهــا أمنــت لـما أقمــت العــدل بينهــم فنمــت نـوم قريــر العيــن هانيهـــا Esmaiel.Hasan@admedia.ae