عندما يحدث الإخفاق يختلط الحابل بالنابل، ويتساوى في اللوم والعتاب كل من قام بجهد مقدر وكل من أخطأ وقصر، في مثل هذه الأوقات الكل مذنب والكل متهم، ولا يمكن أن نحدد بل نعمم، ففي هذه الظروف الخير يخص والشر يعم. ومع الإخفاق الأخير لمنتخبنا، طال الانتقاد بعض اللاعبين الذين لم يكونوا على قدر المسؤولية ونلومهم على التقصير في الدفاع عن قمصان بلدهم، كما يفعلون مع أنديتهم، ونحن كلنا يقين بأن هناك لاعبين يبذلون كل ما في وسعهم من أجل رفعة منتخبهم، وعلى سبيل المثال وليس الحصر لا يمكن أن يطال الاتهام إسماعيل مطر، بل نتمنى أن كل اللاعبين لديهم من الروح القتالية والحماس من بعض ما لدي “سمعة”، ولكن لا نستطيع أن نستثنيه منهم؛ لأن الخير يخص والشر يعم. وعندما نقول إن الأندية أصبحت لا تفكر في سمعة الإمارات خارجياً، وباتت تزج بفرق الرديف في بطولات مثل دوري أبطال آسيا، ونحن الذين هرولنا بأقصى سرعاتنا من أجل مواكبة الاحتراف تلبية لشروط الاتحاد الآسيوي حتى نشارك في هذه البطولة، ولكن بالتأكيد هناك أندية تدرك قيمة التمثيل الخارجي، وعلى سبيل المثال لا على التعيين يمكن أن نذكر منها فريق العين، وكلنا عشنا في الموسم الماضي عندما تحدى معاناته المحلية وأصر على المشاركة في الآسيوية، وتغلب على ظروفه والإحباط وحصل على أكبر عدد من النقاط، ولكن في ظروفنا الحالية تجوز المساواة في الظلم؛ لأن الخير يخص والشر يعم. وعندما نقول إن أنديتنا منذ بدأ عصر الاحتراف باتت تبحث عن الحل الأسهل، وتجاهلت دورها الحقيقي وأهملت العمل، فلم يعد الاهتمام بالمراحل السنية والأكاديميات هو الحافز، طالما تستطيع بدراهمها أن تتعاقد مع اللاعب الجاهز، ومع ذلك هناك أندية تعمل على قطاعات الناشئين ولا تزال مجتهدة، ومنها على سبيل المثال نادي الوحدة، الذي يقدم لنا في كل سنة موهبتين أو أكثر، ولكن هل يمكن أن نستثني أحداً في عصر الاحتراف والقنطار والدرهم، بالتأكيد لا لأن الخير يخص والشر يعم. الخير يخص والشر يعم، وهذا لا يعني أن الكل سيئين أو مقصرين، بل لا يزال هناك مسؤول يعمل بجد وإدارة تجتهد، ولاعب يقاتل بصدق وإعلامي لا يتحدث إلا بالحق، ولكن يحدث الإخفاق فيختلط الحابل بالنابل، وتتفرق أسباب الفشل بين القبائل، فيكون الجميع مذنباً والكل متهم، حتى أنا لا أجد ما أبريء به نفسي فأنا منهم، أليس الخير يخص والشر يعم؟. Rashed.alzaabi@admedia.ae