يبالغ الناس في حرصهم، فيحرصون على الدنيا ممسكين بتلابيبها، وقيل: الحرص ينقص من قدر الإنسان ولا يزيد في رزقه، وقيل لحكيم: ما بال الشيخ أحرص على الدنيا من الشاب؟ قال: لأنه ذاق من طعم الدنيا ما لم يذقه الشاب وما أحسن ما قال بعضهم: إذا طاوعتَ حرصكَ كنت عبداً لكلِّ دنيئةٍ تدعى إليها وقال آخر: قد شابَ رأسي ورأسُ الدهرِ لم يشبِ إن الحريص على الدنيا لفي تعب وقيل للإسكندر: ما سرور الدنيا؟ قال: الرضا بما رزقت منها. قيل: فما غمّها؟ قال: الحرص عليها. وقال الحسن: لو رأيت الأجل ومروره لنسيت الأمل وغروره، ولقد أحسن أبو العباس أحمد بن مروان في قوله: وذي حرصٍ تره يلمّ وفـــــــــراً لوارثه ويدفع عن حِماه ككلب الصيد يمسك وهو طاوٍ فريسته ليأكلها ســواه قال عبدالصمد بن المعدل: ولي أمل قطعتُ بــــــه الليالي أراني قد فنيتُ به وداما قال الحسن: إياكم وهذه الأماني، فإنه لم يعط أحد بالأمنية خيراً قط في الدنيا ولا في الآخرة. وقال قس بن ساعدة: وما قد تولّى فهو لا شك فائـت فهل ينفعني ليتني ولعلّني وقال آخر: ولا تتعلّل بالأمــــــاني فــــــــــإنها عـــــطايا أحاديث النفوس الكواذب وقال آخر وأجاد: الله أصدقُ والآمــــــالُ كـــــــاذبة وجــلّ هذي المنى في الصّدر وسواس وقال أبو العتاهية: لقد لعبتُ وجــــَدّ الموت في طلبي وأن في الموت لي شغلاً عــــن اللعب ولو سمتُ فكرتي فيما خُلقتُ لــــه ما اشتدّ حرصي على الدنيا ولا طلبي وله أيضاً: تعالى الله يا سلم بن عمـرو أذلّ الحرص أعناق الرجالِ هب الدنيا تقاد إليك عفواً أليس مصير ذلــك للزوالِ واجتمع الفضل وسفيان وابن كريمة اليربوعي، فتواصوا ثم افترقوا وهم مجمعون على أن أفضل الأعمال الحلم عند الغضب، والصبر عند الطمع، وقيل: لما خلق الله آدم عليه السلام عجن بطينته ثلاثة أشياء: الحرص، والطمع، والحسد فهي تجري في أولاده إلى يوم القيامة، فالعاقل يخفيها، والجاهل يبديها، ومعناه أن الله تعالى خلق شهوتها فيه. قال إسماعيل بن قطري القراطيسي: حسبي بعلمـــيَ إنْ نفع مــــــا الذلّ إلا في الطمعْ مَن راقب الله نـــــــزع عن ســــــوء ما كان صنعْ Esmaiel.Hasan@admedia.ae