تعرض الشباب لنيران التحكيم في مباراته أمام العين هذه حقيقة لا خلاف عليها، ومن حق إدارة الشباب أن تقدم كل خطابات الاحتجاج ولكن ليس من حق أي شخص أن يقحم التشيلي فالديفيا في القضية ويحاول التأثير على الرأي العام وتأليب الجماهير والحكام. يتحدثون عن فالديفيا ويدعون أنه لاعب فوق القانون، فيغضب البعض ويصب جام غضبه على التحكيم ويصبح الهجوم على فالديفيا “زيادة على البيعة” فيصبح من مرفقات الدعوى ومستند رئيسي في الشكوى. فجأة أصبح الجميع يحسب ألف حساب لفالديفيا والكل يسعى لخدمته وإرضائه، بدءاً من اتحاد الكرة مروراً بالرابطة والحكام، حتى نحن في الإعلام أخشى أن يقولوا أن الساحر ألقى عليهم طلاسمه الغريبة وباتوا غير قادرين على كشف أكاذيبه وانطلت عليهم حيله وألاعيبه. فجأة أصبح الجميع لدينا أتقياء وأنقياء أما الاستثناء فهو فالديفيا الممثل البارع واللاعب المخادع، فجأة أصبحنا ننتمي للمدينة الفاضلة وهو الوحيد الذي جاء من جزيرة الشيطان. يحسدنا الآخرون على وجود لاعب بقيمته بما يملكه من مهارات وقدرات تفوق مستوى دوري الإمارات، أما نحن فنطالب بتجريمه وكأنه عندما يسخر مهاراته الفردية لخدمة فريقه يصبح متهماً وجانياً بدلاً من أن يكون مجنياً عليه. منذ عرفنا كرة القدم وهي هكذا فما الذي تغير فيها؟ لم يطالب أي شخص بسجن مارادونا عندما سجل هدفه الشهير بيده، وحتى هنري عندما سجل بيده هدفاً قاد فرنسا إلى كأس العالم لم يتهمه الأيرلنديون بالغش وألقوا كامل اللوم على الحكم ومساعده، أما إذا سقط فالديفيا هنا تقوم الدنيا ولا تقعد فهو مطالب بأن يقف على قدميه حتى لو تمت عرقلته من الخلف واستعملوا معه كل أنواع الشد والجذب. منذ جاء فالديفيا إلى الإمارات والجميع يستغله كذريعة في التأثير على قرارات الحكام، فتارة يقولون إنه ممنوع من اللمس، فلا يرضون بالاعتراف أن هذا اللاعب يمتلك قدرات استثنائية ليس لها مثيل وإمكانات خارقة ولا يوجد لاعب في دورينا قادر على إيقافه متى كان في يومه، وهذا السبب الذي جعل العين يدفع عشرات الملايين من أجل التعاقد معه، فلماذا نكابر على أنفسنا وندعي أنه يخدع الحكام ويتحايل عليهم؟. تمثيل اللاعبين أمر موجود وأحياناً يكون مطلوبا فهو من أنواع الدهاء الكروي، ولكن هذا اللاعب لا يمكن إيقافه سوى باستهدافه، في الملعب أو في التلفزيون أو في الصحافة، نحن نتحدث عن لاعب غير عادي، نحن نتحدث عن “فالدي”.