أيها الناس، أيها الآباء، أيها الأمهات، اسمعوا وعوا، الخطر داهم ويطال الأبناء، أولئك الذين يمثلون عدة اليوم وعتاد المستقبل، مع إطلالة قضايا التحرش الجنسي وعقبها الترويج للمخدرات في معاقل المؤسسات التعليمية، بات الحذر حتمياً ويقتضي اتخاذ إجراءات حقيقية تجاه متابعة الأبناء، فالسن الغضة والفراغ إذا اجتمعا مع توافر المال دون متابعة فعلى الدنيا السلام. هذا النداء الموجه للأسرة التي تعتبر النواة الأساسية في مجتمعنا، لا يعفي المؤسسات التعليمية من المسؤولية، فهي التي يعول عليها في درء تلك المفاسد من خلال متابعة الطلاب وتواصلها مع الأسر فور ملاحظة أي مؤشرات تظهر على الطلبة، كما ندعو الجهات الأمنية إلى متابعة الموضوع بالآليات المبتكرة للحد من انتشار هذه الحالة التي في تقديري لم ترتق إلى الحد الذي يمكن أن نطلق عليها صفة ظاهرة من خلال تجفيف منابع هذه المواد التي تصل بسهولة إلى الطلبة، فنحن من هذا المنبر نطلق صرخة لتدق ناقوس الخطر من مغبة وقوع أبنائنا في المحظور. الأسبوع الماضي حذر مسؤولون وتربويون في إحدى إمارات الدولة من تفشي تعاطي المواد المخدرة من جديد، بأسماء لم ينزل الله بها من سلطان، « البانبرك» و» التشيني كيني»، وغيرها بين طلاب المدارس، لما ينطوي على ذلك من أضرار أخلاقية وصحية تلحق بهم، ولفتوا خلال تحذيرهم إلى ضرورة متابعة أولياء الأمور لأبنائهم، مشيرين إلى أن بعض الكافيتريات داخل المدارس تروج وتبيع هذه المواد للطلبة، ما يستدعي تشديد الرقابة عليها، كما أشار البعض، فانتشار تعاطي مواد المخدرات بين صفوف الطلبة صغار السن يتزايد كالنار في الهشيم ببعض مناطق الدولة وبشكل لافت. حيث وردت شكاوى عديدة من وجود وضبط مجموعات من طلبة المدارس، وهم في حالة غير طبيعية نتيجة الآثار التي يخلفها تعاطي تلك المواد أوساط الطلبة وتجعلهم في حالة من عدم الاتزان عقب تناولها. في الحقيقة الخطر كبير والمصيبة عظيمة وسنبكي على اللبن المسكوب بعد فوات الأوان، إذا لم تتضافر الجهود من جميع الجهات المعنية ذات الاختصاص من الأسر والمدارس والبلديات والداخلية والشؤون الإسلامية والأوقاف وغيرها من مؤسسات المجتمع لتحصين الطلبة وتوعية الأسر بمراقبة سلوك أبنائهم حتى لا يتم الإيقاع بهم في براثن إدمان المخدرات، فمعظم النار من مستصغر الشرر ومن جانب آخر، لا بد من تفعيل القوانين التي تعاقب كل من يعبث بأمن أبنائنا وصحتهم وذلك بأقسى العقوبات حتى تردع كل من تسول له نفسه العبث بأخلاق أبنائنا ومستقبلهم باعتبارهم هدفاً سهلاً، بالأمس التحرش الجنسي واليوم المخدرات والله أعلم ما يحمل الغد! لذا على الأسر عدم التغاضي عن مثل هذه السلوكيات حتى لا تخرج عن السيطرة، وبذلك نكون كالنعام، ندفن رؤوسنا في الرمل حتى لا نرى الحقيقة ! jameelrafee@admedia.ae