بعد خروج ريال مدريد أمام ليون في الدور الثاني لمسابقة دوري أبطال أوروبا خرجت الصحف الإسبانية بهذه العناوين: “كارثة مجهولة العواقب”، “الكابوس مستمر”، “250 مليون يورو في سلة المهملات”، ووجهت الصحف الإشارة إلى المدرب التشيلي بيليجريني تقول له “اخرج”، كما خرجت موضوعات تلك الصحف بنقد لاذع شديد اللهجة للفريق بعد هذا الخروج الذي تم اعتباره كارثياً وفضيحة بحق الكرة الإسبانية. وسرحت حينها بخيالي وتخيلت لو أن هذه العناوين والموضوعات كانت قد نشرت في صحيفة إماراتية وتوقعت كيف ستكون ردة فعل النادي الملكي على ما نشر في الصحيفة. فسيأتي أحد أولئك المنظرين ليقول إن الأمور طبيعية والخسارة واردة في كرة القدم ولا داعي لجلد الذات والقادم أفضل وما هي إلا كبوة جواد. أما الجماهير المدريدية فستدّعي أن هناك خطة خبيثة وأننا نعمل وفق أجندة من أجل زعزعة الفريق لإتاحة المجال أمام برشلونة للفوز ببطولة الدوري الإسباني، أما مجلس إدارة ريال مدريد فسيصدر حملة تكذيب في جميع وسائل الإعلام يفند فيها الأكاذيب الواردة في الصحيفة ويدّعي أن هناك أيادي كاتالونية وراء نشرها. أحد إداريي الفريق الملكي سيدّعي أن الأرقام المذكورة وهمية وان الحقيقة هي أقل من هذا بكثير وعندما سنطلب منه أن يفيدنا بالأرقام الصحيحة سيزبد ويرتعد ويرفض التصريح. أما مشرف الكرة في ريال مدريد فسيتبنى نظرية المؤامرة ويراهن أننا لن نستطيع أن نكتب عن اتليتيكو مدريد أو فالنسيا بنفس الجرأة، وستخرج علينا بعض الأصوات التي تُحمّل وسائل الإعلام مسؤولية الخروج بعد أن ظلت تردد أن الدوري الإسباني هو الأقوى في العالم وأن اللاعبين الأجانب الذين يلعبون في الليجا هم الأفضل في القارة الأوروبية والمبالغ المدفوعة هي الأعلى. وفي منتصف يوم شاق وقبل أن يغادر الصحفي مكتبه لينطلق إلى النادي لتغطية تدريبات الفريق يطلق الفاكس صيحته الشهيرة ويستخرج من باطنه أوراقا يلتقطها الصحفي وهي عبارة عن بيان من نادي ريال مدريد فيه: “بعد التحية والتقدير يتقدم النادي الشهير بالاحتجاج على ما نشر في جريدتكم الموقرة من افتراءات وتطاول بحق نادينا الكبير، ونعلمكم أن مندوبي جريدتكم غير مرغوب بتواجدهم في أروقة النادي وتقبلوا منا فائق الاحترام وعليكم السلام”. صحوت حينها من نوبة الخيال وحمدت الله أن الوضع في الإمارات ليس كما هو عليه في إسبانيا.