يوم أمس كنا على موعد مع قطاف وعد قائد المسيرة، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بافتتاح دور الانعقاد الجديد للمجلس الوطني الاتحادي بأعضائه الجدد، مدشناً فصلاً جديداً من فصول التجربة السياسية الإماراتية، فصلاً من ثمار برنامج التمكين الذي كان سموه قد أطلقه في خطابه السامي بمناسبة اليوم الوطني للدولة في ديسمبر من عام 2005. المجلس الذي بدأ أولى جلساته يوم أمس جاء ثمرة للبرنامج الذي شهدت البلاد في إطاره ثاني انتخابات لأعضاء المجلس في الرابع والعشرين من سبتمبر الماضي، وشهدت معه تطوراً غير مسبوق في توسيع قاعدة المشاركة الشعبية بزيادة أعضاء الهيئات الانتخابية ليصبح 300، ضعف عدد المقاعد المخصصة لكل إمارة، بعد أن كان هذا العدد 100 ضعف في انتخابات عام 2006.
خصوصية التجربة تنطلق من نضج وحكمة ميزت التدرج الواعي لمسيرة العمل الوطني في الإمارات، مما أتاح الظروف المناسبة لمسيرة العطاء لأن تمضي بكل قوة نحو حصد الإنجاز تلو للقيادة الحكيمة لقائد المسيرة، وحقق لأبناء الإمارات مكتسبات وإنجازات في دولة رعاية المواطن وتحقيق سيادة القانون. وأتاح للإمارات أن تحقق مكانة مرموقة إقليمياً ودولياً.
وفي كلمته الشاملة بمناسبة افتتاح دورة المجلس، قال صاحب السمو رئيس الدولة إنه يعد “تتويجاً موفقاً للمرحلة الثانية في مسارنا المتدرج نحو تعميق خيار ثقافة المشاركة، وتطوير ممارساتها الذي اتخذناه بكامل الإرادة الوطنية، وسنمضي به إلى منتهاه بكل العزم تلبية لطموحات أبناء شعبنا وبناته في وطن يتشاركون بنائه ويصونون مكتسباته ويفتخرون بالعيش فيه والانتماء له؛ لأن التمكين روح الاتحاد ورهانه الكبير”. وأكد سموه أن الإنجازات التي تحققت للإمارات جاءت بفضل “ولاء أبنائها وبناتها وجهودهم المخلصة وفعالية مؤسساتها ونظمها وقوانينها ورشد سياساتها الداخلية والخارجية”. لقد كان الرشد الذي تميز به أداء أجهزة الدولة، وانعكس على ممارسات مواطنيها تستلهم حكمة خليفة الخير وإخوانه الميامين، وهي حكمة نضج نهلت من معين القائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ووضع بالحب والحكمة والإخلاص لبنات الصرح الشامخ لإمارات الخير والمحبة. صرح محل فخر واعتزاز كل من تشرف بالانتماء لوطن العطاء.
الرهان الكبير للتمكين في العهد الميمون لخليفة الخير، يلقي بتحدياته على أداء المجلس الوطني الاتحادي في دور انعقاده الأول من الفصل التشريعي الجديد، وآمال المواطنين تتطلع لأعضائه ليكون عند حسن القيادة الرشيدة ومواطنيهم الذين أتاحوا لهم هذه الفرصة لخدمة الإمارات في موقع رفيع ومتميز من مواقع المسؤولية الوطنية.
وقد دعاهم قائد المسيرة يوم أمس لأن “يلتزموا مصلحة الوطن والمواطنين”، مؤكداً سموه حفظه الله أنه “في الحق سنكون معكم مساندين ومعاضدين ومؤيدين”. وهي دعوة يؤكدها في كل شأن يتعلق بالعمل الوطني، مشدداً على التفاعل الإيجابي، والتعاون البناء بين المجلس والجهاز التنفيذي، في صورة من صور خصوصية النظام التمثيلي للإمارات، وهو التعاون الذي أسهم - كما قال سموه - في “توطيد نهج الشورى وتعزيز ممارسات المساءلة والشفافية وتكريس قيم الولاء والانتماء والتلاحم الوطني”.


ali.alamodi@admedia.ae