وردت الجملة التالية على لسان محمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين في الإمارات بمناسبة انتخابات الجمعية التي تعقد مساء اليوم، يقول السيد رئيس الجمعية “إن الرأي استقر بعد مشاورات مع القيادات الصحفية في الدولة وأعضاء الجمعية الفاعلين خلال الأسبوعين الماضيين على استمرار مجلس الإدارة والترشح للدورة القادمة وضم غالبية أعضاء مجلس الإدارة الحالي “ وهي عبارة ذات دلالات خطيرة جداً، ولو فكر فيها قائلها قبل أن يقولها لكان أفضل له وللجمعية ولكل الصحفيين. تعقيباً على العبارة السابقة قال أحد الصحفيين إنه لا أحد سيترشح أمام القائمة القديمة، ولذلك استقر الرأي على إعادة المجلس السابق، السؤال هنا من شقين : لماذا وصلت الأمور بالوسط الصحفي الى هذه الدرجة من العزوف عن الترشح للانتخابات والقبول بأية صيغة تطرح عليه والاستعداد لانتقادها وعدم قبولها جملة وتفصيلاً لكن دون أي رغبة في التحرك لتغيير هذا الواقع أو محاولة إصلاح الخلل فيه ؟ هذا الانتقاد موجه للوسط الصحفي لأن أي خلل في الواقع هو في النهاية محصلة طبيعية لحركة عدة أطراف وليس طرفا واحدا فقط. الخلل ليس في أن نستعيد مجلس إدارة يترشح للمرة الرابعة كما أنه ليس في رئيس يأتي للرئاسة للمرة الخامسة وربما تصبح العاشرة ذات يوم، لكن الخلل في الآلية التي تحدث عنها محمد يوسف حين أعلن عن أن الرأي استقر بعد مشاورات مع القيادات الصحفية في الدولة وأعضاء الجمعية الفاعلين على استمرار مجلس الإدارة في نسخته الحالية للترشح للدورة القادمة. الخطورة في أن تتبنى جمعية الصحفيين هذه الصيغة العجيبة بأن تجعل للصحفيين مرجعية سلطوية تقرر نيابة عنها ما يجب أن يكون، فلماذا إذن توجد جمعية عمومية ولماذا تجرى الانتخابات اليوم ولماذا هذا الإنفاق والمصاريف والتعب والاستعدادات، طالما أن الأمر محسوم مقدماً لصالح أشخاص بعينهم، وأن نجاح القائمة التي تضم محمد يوسف والمجلس الحالي مضمون بنسبة 100% ؟ سيذهب الصحفيون اليوم إلى نادي بلدية دبي لانتخاب أعضاء مجلس الإدارة الحالي ليحمل لقب المجلس الجديد للجمعية لسنتين قادمتين هذا إذا لم يتغير النظام الأساسي لصالح تغيير بند مدة المجلس، فتتحول الى أربع سنوات بدل سنتين، وعليه فمن لن يذهب لن يفوته الكثير لأن المشهد الذي حدث منذ سنتين سيتكرر بتفاصيله اللهم لن تكون هناك عراقيل من أي نوع لا في المناقشات ولا في الاعتراضات، وحتى إن حدث فالأمور كلها ستسير باتجاه النهاية المحسومة سلفاً !! ألا يشكل هذا التوجه نوعاً من الانحراف عن النهج الذي اختطته الجمعية حين قررت في نظامها الأساسي إجراء انتخابات كل سنتين متوافقة مع نظام الجمعيات ذات النفع العام ؟ الا تعبر جملة “استقر رأي القيادات الإعلامية على مصادرة رأي الجمعية العمومية مقدماً ؟ ألا يشكل تكرار وجوه وأسماء المجلس لسنوات متتالية صيغة متكررة وأبدية لمجلس إدارة جمعية الصحفيين ؟ إذا كنت سأذهب غداً لأشارك في عملية انتخابات محسومة النتائج كما يحدث في بعض الديمقراطيات العربية في عالمنا فلماذا أذهب إذاً ؟ هكذا تساءلت إحدى الصحفيات مساء الأمس .!! قلت لها ربما يملك الأخ رئيس الجمعية جواباً منطقياً لسؤالك.