فعلاً إنها أعجوبة استطاعت الحفاظ على رونقها البيئي وجمالها الطبيعي، في عيوننا هي أجمل أعجوبة وفي قلوبنا تبقى «بوطينة» أهم من العجائب السبع، فجمالها مستمد من طبيعتها والتنوع البيولوجي الذي تحتضنه تلك الجزيرة الساحرة.. وما تحقق خلال الفترة الماضية يعد نجاحاً بكل المقاييس في مجال حماية حياتها الفطرية، ورفعاً لمكانة دولة الإمارات في الشأن البيئي على الساحة الدولية، وتثميناً للدور الذي تقوم به الدولة وإبرازاً لجهودها في مجال حماية البيئة وتراثها الطبيعي، وإصرارها على الاستمرار بالحفاظ على الطبيعة وحمايتها من التطور السريع للحياة العصرية. ولا تقصير في أعمال الجهات المعنية في حملات التصويت لجزيرة بوطينة.. فهذا الشأن هو من مسؤولية كل مواطن وكل مقيم على هذه الأرض الطيبة، وهي ليست محصورة في جهات من دون غيرها، فالنجاح سيعود علينا جميعاً، والفائدة ستعم خيراتها على المنطقة بأسرها.. من المؤسف أن البعض لا يعرف أهمية بوطينة، ولا يدرك أهمية فوزها في مثل هذه المسابقات العالمية التي قد تسطر تلك الأعجوبة على صفحات التاريخ البشري، فبالرغم من المشاركات غير المسبوقة من القطاعات المختلفة إلا أنها لم تصل للحد المطلوب، الذي يؤهلها لتكون إحدى عجائب الدنيا السبع.. وما يثلج الصدر تلك المشاركات المختلفة التي شملت الصغير والكبير والطلاب والموظفين والرياضيين والمسؤولين حتى نزلاء المنشآت العقابية الذين أصروا على المشاركة في التصويت ومختلف شرائح المجتمع الذين لهم كل التقدير، ولكن المهم لم يكن في الداخل بقدر ما هو مهم بالخارج.. فهل القائمون على حملات التصويت قاموا بالترويج للجزيرة على مستوى المنطقة، وهل هناك نشاط يمثل الجزيرة في تلك الدول لاكتساب أصواتهم؟ وإن كان ذلك موجوداً، هل وصل حد الترويج لها للقدر المطلوب؟.. العديد من الأسئلة التي تتردد في ذهن كل غيور، وكل طموح، كان ينتظر فرحة فوز بوطينة في المنافسات الأخيرة.. والملاحظات التي أود أن أطرحها في هذه الزاوية، أن حملة التصويت للجزيرة ركزت ثقلها وقوتها الإعلامية في أبوظبي، وبعض المدن الرئيسية في الدولة، والبعض لم يكونوا يعرفون حقيقة الجزيرة الطبيعية، وأهمية المشاركة بالتصويت، حيث البعض يعتقد أن التصويت سيكون لحوض السلاحف الموجود في الخيمة المنصوبة على كورنيش أبوظبي.. ولماذا لم تنصب سبع خيام في جميع الإمارات، مثل تلك التي كانت موجودة في الكورنيش، حتى نصل لأكبر عدد من الأصوات؟. صحيح أن الجزيرة محمية طبيعية، والبعض من الجمهور يرغبون في زيارتها والإطلاع عليها عن قرب، وقد تكون تلك الزيارات المتكررة مؤثرة على الحياة البيئية والفطرية الموجودة، ولكن نعتقد أننا كنا قادرين على الفوز لأننا باختصار نستحقه. halkaabi@alittihad.ae