يوم أمس انطلقت فعاليات معرض دبي للطيران 2011، وسط مشاركة إقليمية ودولية واسعة، تعكس المستوى والمكانة اللذين تحققا للمعرض منذ انطلاقته قبل 22 عاماً، وقد أصبح مع معرض ومؤتمر الدفاع الدولي “آيدكس” في أبوظبي علامتين فارقتين في عالم المعارض والمؤتمرات الدولية المتخصصة، وجسدا المكانة العالمية الرفيعة التي حققتها الإمارات في هذا المجال، والتي تحققت بفضل الدعم الكبير من القيادة الحكيمة التي شملت برؤاها هذا القطاع وتحويله إلى رافد مهم من روافد الاقتصاد الوطني المتنوع، كما تحققت بالتخطيط الشامل للفعاليات التي تستقطب كبريات الشركات العالمية في مجال الصناعات العسكرية والطيران.
ومن يتابع التحضيرات المكثفة والمتكاملة التي تسبق مثل هذه الفعاليات، يلمس أن النجاح ليس مجرد مصادفة، وإنما ثمرة التخطيط والإعداد الناجح، ولم تفت نشوة النجاح من عضد الإمارات، بل مضت لتواصل مسيرة التفوق والتميز من نجاح إلى نجاح متميز أوسع وأشمل، انطلاقاً من قناعة عبر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بقوله “لطالما أكدنا في دولة الإمارات إيماننا بأنه لا يوجد للنجاح خط نهاية، وأن النجاح الذي نحققه اليوم ستذروه الرياح غداً إن لم نتابعه بالصيانة والتجديد والتطوير ونسخره لخدمة المصلحة العامة، وهذا نهج ثابت نمارسه في حياتنا”.
ومن تابع الدورات الأولى للمعرض وما وصل إليه اليوم من مشاركة عالمية واسعة، يدرك معنى تجسيد النهج الذي اختطته القيادة الرشيدة واقعاً، وإرادة إنسان الإمارات في التحدي وقهر المستحيل وتجاوز الصعاب، وبهذه الروح بني هذا الصرح الشامخ، وبالروح ذاتها ستستمر المسيرة دوماً بإذن الله.
وهذه المعارض الدفاعية المتخصصة تحمل رسالة الإمارات ومفهومها في بناء القوة، لخدمة الأمن والاستقرار والسلام العالمي، تذود عن الحق دوماً وتصون مكتسبات الشعوب وإنجازاتها في مسيرة التنمية الشاملة، قوة تكون عوناً للشقيق وسنداً للصديق، مفهوم تختزله مسيرة بناء القوات المسلحة في إمارات المحبة والوفاء، والتطور الذي شهدته عدة وعتاداً، والمهام التي قامت بها في أماكن مختلفة من العالم، فقد كانت هناك في لبنان ضمن قوة الردع العربية، وفي مقدمة المنتصرين للحق وإعادته لأصحابه، وهي تسهم في تحرير الكويت عندما تعرضت لغدر وغزو الشقيق، وكذلك مشاركتها في عملية إعادة الأمل عندما فتكت المجاعة بالصوماليين، وكانت هناك في كوسوفو، وتوجهت لإغاثة متضرري فيضانات باكستان، ولم تنسَ أفغانستان، حيث كانت هناك تنفذ مهمة رياح الخير، وقبل أيام عادت قوة الواجب 211 من إيطاليا بعد أن قامت بواجبها تجاه الأشقاء في ليبيا.
مهام وأدوار تحمل رسالة السلام من الإمارات التي تحتضن هذه الأيام مجموعة من الفعاليات تجسد تلك الرسالة، وجوهر هذه الرسالة في جمع مختلف الثقافات والحضارات، وهي تركز على قيم التآخي والتسامح والتعايش بين الشعوب ومد جسور التواصل وتبادل المصالح مع شعوب العالم كافة.
وهذه مناسبة للإعراب عن تقديرنا لدور رجال قواتنا المسلحة، وهم يترجمون رؤى القيادة الرشيدة، والرسالة السامية للإمارات، أينما دعا داعي الواجب الإنساني، وتحية لكل الجنود المجهولين الذي سطروا في كل محفل قصة نجاح إماراتية.


ali.alamodi@admedia.ae