بوابة الكنز
تبوح اليوم آسيا بأسرارها وتقدم الجواب لأكثر أسئلتها غموضاً والنهائي الكبير الذي يقام على ستاد خليفة ويجمع أفضل منتخبين بعد مداولات تواصلت لمدة 22 يوماً بين 16 منتخباً وفي كل يوم يكشف سر، وفي كل جولة تتساقط الفرق تباعاً ولم يصمد سوى فريقين هما الأكثر إقناعاً وإبداعاً وإمتاعاً، اليابان واستراليا والكأس بينهما والمجد ثالثهما.
اليوم نصل إلى خط النهاية وإلى حيث تكمن الغاية والكأس الغالية تتلألأ في الملعب ولها بريق في أعين اللاعبين عندما يبحث كل منهم عن مكان في سجلات التاريخ وأروقة المجد وكل منهم يريد أن يدخل القائمة الذهبية ليحكي لأحفاده في يوم ما أنه كان هناك في الدوحة عندما احتفل مع زملائه باللقب، وكل منهم يبحث عن ملامسة الكأس التي أصبحت اليوم قريبة للغاية ولا يفصلهم عنها سوى 90 دقيقة وبعيدة للغاية عندما يرى كل منهم حجم وقوة الفريق المنافس.
الساموراي الياباني القادم من بلاد الشمس المشرقة والذي يسعى للانفراد بالرقم القياسي كأول منتخب يحقق اللقب أربع مرات وهو الذي حصد أول ألقابه قبل 19 عاماً عندما بدأت الثورة الكروية في اليابان، وبدأ الشعب الذي جعل الإتقان منهاجاً وأسلوب حياة في تطبيق الاحتراف بأساليبه الصحيحة لتقفز اليابان بصورة معجزة من دولة متواضعة كروياً إلى قمة الكرة الآسيوية وبدأت مرحلة الحصاد، واليوم للتاريخ كلمة فهو يقول إن اليابان لا تخسر الكأس عندما تصل إلى المباراة النهائية.
أما الكانجارو الاسترالي والذي تمرد على الواقع المتواضع الذي كان يعيشه في اوقيانوسيا وأراد أن يكتشف فضاءات جديدة ودنيا مختلفة فانضم إلى الاتحاد الآسيوي وشارك في كأس آسيا الماضية للمرة الأولى ولأنها كانت البداية فقد خرج من دور الثمانية وكان الدرس الأول والذي استفاد منه وهاهو اليوم يصل إلى المباراة النهائية ويطمح في اللقب الأول حتى يضع على رأسه التاج فيظهر في البطولة القادمة كمنظم للحدث وحامل للقب.
اليوم تفتح آسيا بوابة الكنز وتتوج ملكها القادم والذي سيظل متربعاً على العرش لأربع سنوات قادمة، وبعد أن انحازت للأفضل ستكون الدوحة الليلة محط أنظار القارة والعالم حتى تقول كلمة الفصل وبعد أن امتدت الأفراح والليالي الملاح لمدة 22 يوماً وسيكون اليوم الموعد الأهم وليلة العرس حين تزف آسيا عريسها القادم ولم يتبق سوى 90 دقيقة الهدف منها فتح بوابة الكنز والتي ستكون للأجدر ولمن يعرف كلمة السر سواء كان الساموراي أو الكانجارو.
راشد إبراهيم الزعابي | Rashed.alzaabi@admedia.ae
عدد اليوم
