عفواً يا لجنة الانضباط فالمشكلة لم تكن في باقة الورد التي تسلمها حكمنا تكريماً له من قبل إدارة الجزيرة، ولم تكن في طفل بريء لم يدرك أنه سيكون سبباً في مشكلة الموسم، ولم تكن في بادرة عفوية من الإدارة الجزراوية التي ظنت أنها تكافئ أحد أبناء الوطن المتميزين، ولا في نادي الوصل الذي مارس حقه القانوني في الاعتراض على عدم معرفته بسيناريو التكريم، ولم تكن كذلك في رابطة المحترفين التي تم تجاوزها في العد العكسي لبداية المباراة. المشكلة أكبر بكثير من مائة ألف درهم عقوبة على هذا الطرف وذاك، أو قصة الإيقاف المزعومة لحكمنا الدولي والتي ثبت أنها ليست صحيحة، وهي أكبر من قيام أحد الزملاء بنشر القرارات قبل أن يتم تصديقها وتعميمها من قبل الأمانة العامة لاتحاد الكرة. المشكلة هي في “التسريبات” وفي أن تخرج هذه القرارات من اجتماعات اللجنة وتجد لها طريقاً للنشر في بعض المنتديات الإلكترونية لتتناثر أخبار العقوبات أسرع من النار في الهشيم، فقد قرأت قرارات اللجنة في المنتديات وقبل أن تقوم الصحيفة الزميلة بنشر العقوبات لذا لا نلوم الصحيفة بعد أن أصبحنا على قناعة تامة ومحققة بأن لجنة الانضباط مخترقة. منذ بداية عمل اللجنة وأنا ألاحظ هذا الأمر وكنت أعتقد أنه من باب المصادفة لا أكثر ولكنني تأكدت من الأمر في الواقعة الأخيرة وهناك أشخاص في اللجنة أو مقربون منها تكون لديهم القررات ويقومون بتسريبها إلى بعض المنتديات التي تضع عليها علامة “الحصريات” ولمن أراد التأكد فعليه أن يرجع إلى أرشيف المنتديات وسيعرف ما أقصد. حاولت أن أعرف من مصادري الخاصة إذا ما كانت للجنة الانضباط سلطة على زوايا الرأي وهل سأنال نصيبي من العقاب إذا قمت بكتابة هذا المقال وعندما تأكدت أنني بعيد عن مرمى نيرانهم وسوف أفلت بفعلتي دون أن أتعرض للإيقاف أو لغرامة مالية تضر بميزانيتي توكلت على الله وبدأت بالكتابة. عفواً يا لجنة الانضباط اتركوا باقة الورد جانباً ودعكم من تصريحات المسؤولين والتي كانت لكل كلمة فيها تسعيرة حسب قوتها وصراحتها وتأثيرها على الرأي العام، عفواً يا من تحفظون القانون عن ظهر قلب وتطبقونه بنصه وتتخلون في كثير من الأحيان عن روحه عرفنا عقوبة الورد وعقوبة الكلمة وأصبحنا ندرك كم هي عقوبة شغب الجمهور ولكن هل لكم أن تفيدونا عن عقوبة “التسريبات” كم تبلغ؟ ومن يجب أن يدفع؟. راشد إبرهيم الزعابي | ralzaabi@hotmail.com