حجاجنا يعودون والابتسامة المشرقة ترتسم على وجوههم، وألسنتهم تلهج بالشكر والثناء لبعثتنا الرسمية التي كانت الملاذ الآمن واليد الحانية لحجاجنا إلى بيت الله الحرام، كانت الشجرة الظليلة الوارفة بأوراق الطمأنينة المجنحة بأجنحة الرحمة لمن قطعوا المسافات وتركوا الأهل والأقربين لأجل أداء فريضة الحج، ولأجل تقديم الولاء والطاعة لرب العرش الكريم. يقول أحد حجاجنا، “إن الجماعة بحق ما قصروا” وما وفروا جهداً من أجل راحة الحجاج، فقد كان أبطال البعثة الرسمية يقفون على أتم الاستعداد لتذليل المصاعب وترويض كل ما من شأنه أن يشق على الحاج، كانوا جميعاً جنداً مجندة وهبوا أنفسهم طائعين ضارعين لخدمة الحجيج، ولم نشعر بتعب أو فاقة ونحن برعاية أعضاء البعثة، ولم نحس أننا بحاجة إلى شيء لأنهم وبحق كانوا أيادي الرحمة، ترعانا وتقضي حوائجنا وتقدم لنا المساعدة التي نريد. ويقول آخر هذه هي عوائد بلاد زايد أينما حل وارتحل هو محمول ما بين الرمش والعين، لذلك كنا نشعر بالتميز والتفرد عن سوانا لما لقيناه من عمل دؤوب تقوم به البعثة الرسمية لأجل إسعادنا والتخفيف عنا ودرء أخطار الزحام وإحاطتنا بكل ما يريح بالنا، ويحسن أداءنا للفريضة. ويضيف ثالث: صحيح أن الإمارات “غير”، فالاطمئنان والاستقرار النفسي يلازماننا كالظل أينما كنا وأينما نسير، ولم نشعر أبداً إلا وأننا في زيارة إيمانية تفوح بعطر القداسة لأماكن منّ الله عليها بتلك الرائحة العطرة، فمنذ أن غادرنا البلاد حتى عدنا إلى أهلينا ونحن أمام عيون البعثة الرسمية التي لم تبارحنا أبداً، وكانوا دائماً سباقين في السؤال قائلين: “هل قاصركم شيء؟”، ولا نقول إلا شكراً جزيلاً، وعافاكم الله، وبارك فيكم.
حقيقة لم نسمع من كل من التقينا بهم من حجاجنا غير كلام الشكر والثناء، على الذين يسهرون ليسعد الآخرون، ويتعبون ليطمئن من فارق الأهل والبلد، ويسخرون جل إمكاناتهم لأجل أن يمارس حجاج بيت الله شعائرهم بصفاء نفسي، ورخاء عقل، ونقاء روح، وبلا منغصات أو عقبات أو كبوات قد تعوق من يريد أن يحقق أجمل أمنياته في تلك الأماكن الطاهرة. ولا نستغرب أبداً أن نسمع مثل هذا الكلام الذي يثلج الصدور؛ لأن الإمارات بلاد الخير، وعلمت أبناءها من مسؤولين، ومن هم في مناطق العمل بأن يكونوا المثال والنموذج في التضحية والالتزام، والأخلاق النبيلة، في أداء الواجب. ونقول للجميع شكر الله سعيكم.


marafea@emi.ae