لا تخلو الحياة من مشاكل واختلافات تحدث بشكل يومي بين البشر، وذلك الأمر قد يكون طبيعيا مع اختلاف الثقافات والعادات والأفكار، فالاختلاف قد يكون موجوداً بين مستخدمي الطريق إذا ما تعرضوا لحادث، فكل واحد منهم يرمي باللوم على الآخر، وكل واحد يقول للطرف الآخر أنت من تسبب في الحادث إلا القليل. وقد يحدث الاختلاف في وجهات النظر بين الزملاء في العمل، فالبعض يجد نفسه على صواب وزميله على خطأ، وأحيانا يتطور الموضوع بينهم ويصلوا بذلك الى «زعل مزمن»، لا حل له فكل واحد منهم يحاول إبراز وجه تقصير الطرف الآخر، وإن سنحت الفرصة لأحد منهم لوجدته يرمي بالآخر «بسطرين» أمام المدير. وأحيانا تجد الاختلاف ما بين شخصين قضيا سنين وهما صديقان ويتعاملان مع بعضهما بعضا وكأنهما أخوان تجمعهما المائدة، ويتصل بالطرف الآخر ويجتمع به أكثر من أهله، ولكن يحدث موقف فيه اختلاف وجهات النظر تصل بهما الحال للانفصال والزعل والاختلاف، ويبدأ كل منهما بالإفصاح عن أسرار «ربيعه» أمام باقي «الشلة»، والغريب أحيانا أنك تجد أخوة يعيشون في بيت واحد وتجمعهم مائدة واحدة متنافرين ومختلفين في وجهات النظر بين بعضهم البعض. وأحيانا يحدث الاختلاف بين الزوجين ويذهب كل منهما الى أهله، ويرمي باللوم على الطرف الآخر، وكل واحد منهم يبين وجه القصور في «شريك حياته»، ويصل بهما الحال أحيانا لذكر جميع سلبيات الطرف الآخر التي تذكر والتي لا تذكر، حتى يصل الحال بكل واحد منهما أن يقف أهلُه معه غير راضين عن تصرفات الطرف الآخر. وتبدأ المشاكل وتشتعل الحرب حيث تجد كل واحد يرمي آخر بالشتائم والسب وفي النهاية يكون الزوجان هما الضحية في الموضوع كاملا. ومما تقدم يتبين أن الحالات السابقة التي بدأت بين شخصين غير متعارفين جمعهما حادث مروري، وزملاء اختلفوا بسبب المنافسة غير الشريفة، وأصدقاء خسروا بعضهم البعض بسبب موقف أو «زعلة»، وأخيرا زوجان أدخلا عائلتين في المشاكل المستعصية، جميع تلك الحالات لم يدركوا ان الحوار هو أساس الصلح، واختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية، والمناقشة والمواجهة هي خير حل بدلا من توجيه اللوم وتبادل الشتائم. حمد الكعبي