جاءت نهاية مشوار منتخبنا الوطني في تصفيات أمم آسيا سعيدة ومفرحة لنا ليس لأن الفوز تحقق فحسب وليس لأننا تربعنا على صدارة المجموعة فحسب، وليس لأن الهدف جاء بنزعة “شبابية” فحسب، ولكن أيضاً لأنها نهاية من الممكن أن نصنع منها بداية، وأن نجيد استثمارها لتكون أملا ومستقبل قادم يجب أن يكون أفضل. قبل كل شيء يجب أن نشيد بتعامل المدرب واللاعبين مع هذه المباراة على اعتبار أنها على ملعب الخصم القوي فهكذا يكون التعامل مع مثل هذه المباريات من حيث خنق اللعب في الشوط الأول ومن ثم التحرر التدريجي في الشوط الثاني طمعاً في شن بعض الغارات على الخصم تكون سبباً في الفوز وهو ما حدث بالضبط، ولكن بالفعل كان اللاعبون بلا ضغوط وهو ما منحهم المساحة الملائمة والقدرة اللازمة لتنفيذ متطلبات المدرب بكل أريحية. كانت قيمة الفوز والصدارة في الذهاب إلى الدوحة ودخول النهائيات من البوابة الواسعة وشتان الفارق بين المتصدر وصاحب المركز الثاني، فقد قال المدرب الإنجليزي الشهير بيل شانكلي قديماً “إذا كنت الأول فأنت الأول وإذا كنت الثاني فأنت لا شيء”. كتبت يوم أمس عن الثقة المفقودة بين المنتخب والجمهور ويجب أن تكون هذه المباراة هي بداية استعادة الثقة وإذابة الجليد بين الطرفين، فلا يمكن أن ينجح أي فريق بدون دعم من جماهيره كما لا يمكن أن يتوفر هذا الدعم إلا إذا تأكدت هذه الجماهير أن اللاعبين يقدمون كل ما لديهم ويقاتلون من أجل رفع راية الوطن عالية وخفاقة. سعيد الكثيري اكتشاف هائل دفع به كاتانيتش ويحتاج إلى المزيد من المشاركة مع فريقه الوحدة لكي يتمكن من تطوير مستواه وحتى نكسب رأس حربة من طراز رفيع ويمكن أن نقول إن الكثيري مشروع “طلياني قادم”. أما ماجد ناصر فقد أثبت أنه الحارس الأول في السنوات الأخيرة، فوجوده بين خشبات الأبيض يشعرنا بالأمان والاطمئنان، نطلب منه الابتعاد عن العصبية الزائدة فهو أحد أفضل الحراس في الخليج والقارة، ومنذ اعتزال محسن مصبح لم يملأ أي حارس المرمى سوى ماجد. كانت نهاية مشوار التصفيات ولكن لتكن بداية نبني عليها الكثير من الآمال والتطلعات بالعمل ثم العمل ثم العمل من أجل مستقبل وأمل وقادم نتطلع أن يكون أفضل. راشد إبرهيم الزعابي | ralzaabi@hotmail.com