لم يعد معرض الكتاب السنوي في الإمارات، سواء في الشارقة أو أبوظبي حدثاً جديداً أو احتفالياً فقط، فقد تجاوزت المعارض الملاحظات الكثيرة عند البدايات وأصبح المعرض الآن له أسلوب جميل في طريقة العرض والعناية بالكتاب، وبات يصاحب هذه المعارض أنشطة مختلفة، وأيضاً أفكار جديدة للندوات والأنشطة المختلفة. كما بات رواد هذه المعارض من مختلف الجنسيات وبمختلف اللغات، لقد رسخت هذه المعارض تجاربها وفنون عرضها، ولو تذكرنا بدايات المعارض، لوجدنا أن هناك اختلافا كبيرا، حيث دخلنا أساليب جديدة على طريقة العرض وإدارة المعرض، بل أخذت مساحات وأماكن مختلفة وحتى أساليب وجود العارضين والمشاركين أخذت صورا جديدة عن البدايات. ولكنّ الكثيرين يقولون إن حميميات البدايات وفرح البدايات الجميلة، غابت تماماً وأصحاب ورواد قدامى اختفوا. ولم تعد المعارض ملتقى للأصحاب كالماضي، والتواصل بين إدارة المعارض والجمهور الشعبي أو المثقف المحلي، لم تعد كالسابق. حضور ثقافي متنوع، ولكن يأتي وينتهي المعرض دون أن يتعارف حتى الشباب الجدد بالذين سبقوهم، بل إن الكثيرين من الضيوف يأتون ويرحلون دون أن يشاركهم أحد من الساحة المحلية في نشاط أو حوار أو لقاء. وإذا كان المهم هو الكتاب، حيث هو محور الحدث، فإنه حضر بجماله وألقه وحبه الكبير. وبالتأكيد مع الكتاب لا يجب أحد أن تكون له دعوات وبطاقات حضور أو احتفال، حيث إن الذي يسعى له يأتي من أي فج عميق، حاملاً فرحه وحبه ونشاطه. ولكنها الصورة الجميلة تكتمل عندما يدعم هذا الحدث بعضه بعضاً، أي حضور الكتاب والندوة والفنون والكاتب والمبدع والفنان والمحب للحياة الثقافية، حتى وإن كانت للقاءات في الممرات وبين الكتب أو في المقهى. خبرنا أن العديد من الكتاب والمثقفين والفنانين ومحبي القراءة والمعرفة يأتي بعضهم بشوق للقاء هذا الصديق أو ذاك المبدع والكاتب الذي قرأ له أو سمع به، إنه يوم يشبه العيد واحتفالات الفرح الجميل. جميلة هذه الفرصة التي تتاح لنا مرتين في العام، معرض الكتاب في الشارقة ومعرض الكتاب في أبوظبي. إن الذين فاتهم الحضور في الأول، فإنها فرصة تعود الآن في أبوظبي، ولكن نسأل أيضاً: هل يشارك الشباب المواطن في إدارة هذه المعارض لاكتساب الخبرة، ثم هل يمكن أن ندير هذا العمل بعد أعوام قليلة بأيد مواطنة؟ يجب ألا يشغلنا الفرح بالمعرض عن الإجابة على مثل هذا النوع من الأسئلة. إبراهيم مبارك Ibrahim_Mubarak@hotmail.com