هناك أشخاص لا يعرفون من هم، ولكن عندما تعلم من أنت وتخاف من التعريف بنفسك هنا تكمن الكارثة. وأول ما تبدأ به عندما تعرف نفسك هو اسمك «أنا فلان الفلاني»، أو كما فعل شاروخ خان في فيلمه «اسمي خان». الفيلم يجذبك عندما يبدأ رضوان خان الذي يقوم بدوره شاروخ خان بالتعريف عن نفسه لأجهزة الأمن قائلاً «أنا اسمي خان ولست إرهابياً، أريد مقابلة الرئيس الأميركي». ونجح الفيلم أيضا عندما قام بتوظيف شخصية المعاق -بطل الفيلم- في هذه القضية لأنه بذلك أعطى فكرة الفيلم المزيد من العمق، وحمل الاسم القسم الأكبر من معاناة رضوان خان. شاروخ خان وكارن جوهر ثنائي معروف في بوليوود، نجاحاتهما وأعمالهما كانت دائماً محط اعجاب وجدل أحياناً. وفي فيلمهما الاخير «اسمي خان» غاصا بنا أكثر في الواقع، وفكره التي يقوم بها هذا الواقع. وفيلمهما لايقدم مشكلة فقط بل يقدم فكراً، وواقعا ملموسا لأبعاد هذا الفكر، معاناة جعلت كل مغترب يفكر في اسمه وما قد يجلبه الاسم له، كما حدث فعلاً مع شاروخ خان خلال تصويره للفيلم؛ حيث احتجز لمدة ساعة في مطار نيويورك بسبب اسمه الإسلامي. اسمي خان لم يقدم نظرة العالم للإسلام بعد احداث 11 من سبتمبر فقط بل تطرق إلى الانقسامات والصراعات بين مختلف الطوائف والأعراق سواء قبل الـ11 من سبتمبر أو بعده بتسلسل جميل؛ جعلنا نقترب من خان وبيئته التي انطلق منها إلى أميركا. «اسمي خان» ليس الفيلم الوحيد الذي تحدث عن ارتباط الارهاب بالمسلمين، ولكنه الفيلم الوحيد تقريبا الذي نفى صراحة تعميم هذا الارتباط وأدانه بكل موضوعية. هناك العديد من الافلام وبالتحديد في بوليوود تناولت قضية الارهاب والمسلمين لكن معظمها كانت تصب في البحث عن الحيثيات والتبرير والبيئة المحيطة التي تغذي مثل هذه القضايا سواء بين المسلمين أو غيرهم. «اسمي خان؛ وأنا لست إرهابياً»؛ جملة التصقت بتعريف «خان» باسمه واعادتنا إلى واقع موجود وملموس؛ جملة صريحة قالها بطل الفيلم «رضوان» بشكل مباشر وواضح؛ لمست وتراً في صميم كل من شاهد الفيلم. عندما يأتي مولود إلى هذا العالم؛ نفكر في اسمه الذي يقدمه للعالم؛ ودائما ما يكون الاسم نابعاً من ثقافة معينة؛ فالاسم هو إدانة للثقافة التي نبعت منه. الفيلم كبير وفيه العديد من الاسقاطات التي رفعت من قيمته؛ ولم تفقده نكهته الهندية. أمينة عوض Ameena.awadh@admedia.com