من منا لا يملك حلماً في حياته أو بعبارة أخرى من منا لا يملكه حلم، لا أعتقد أنه يوجد أحد ما لا يمتلك في حياته أمنية أو رغبة يتمنى تحقيقها وتجسيدها على أرض الواقع، لأننا بالحقيقة لا نمتلك كل شيء أو بشكل أدق لكل منا حاجته الخاصة التي يريد تحقيقها ؛ فهناك أحلام تموت وأحلام تقتل وأحلام تتحقق وتولد على أرض الواقع، لأن أصحابها يؤمنون بالمقولة الشهيرة « ما دمت استطعت أن تحلم بشيء فإبمكانك تحقيقه « وهناك الكثير من الأحداث التاريخية والحديثة تترجم هذه العبارة .
فكم من شخصيات وأناس عاديين غيروا مجرى التاريخ. وقد يعرف البعض منا القائمة الشهيرة الخاصة بـ ( أكثر الأشخاص تأثيراً في العالم ) التي وضعها عالم العصر الحديث «مايكل هارت» «أحد العلماء الذي اشتهر بإبداعاته العلمية الكبيرة في شتى العلوم مثل الفيزياء والكيمياء وغيرها والذي عمل في وكالة (ناسا) الأميركية « التي وضع فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس قائمة المائة شخصية التي كان لها تأثيراً على الأمة حتى وقتنا الحالي ووضع ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه على رقم (52 ) في القائمة بالإضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية والعلمية والمجتمعية والطبية والفكرية والدينية التي لم تقتصر تغييراتهم وتأثيرهم على الجانب الإيجابي فقط، بل كان لها أيضاً تأثير وتغيير كبير ولكن في الجانب السلبي، وأحب أن أذكر هنا شخصية شهيرة في الولايات المتحدة الأميركية وهي «روزا باركس» تلك الشخصية التي غيرت مجرى حياة ومعتقدات الناس في أميركا والتي كانت بالأساس شخصية عادية جداً وخياطة تعيش على لقمة بسيطة ولكن إيمانها بحقها في الحياة وكرامتها المشروعة غير قوانين أميركا وكسر العنصرية العرقية حينها، ليجعلها التاريخ بعد ذلك أول امرأة في أميركا تمنح وسام الحرية، و أول أميركية تكرم دون أن تكون مسؤولة في الحكومة..
وحين توفيت في 24 أكتوبر 2005 عن عمر يناهز 92 عاماً، تم تنكيس الأعلام على المرافق الأميركية العامة، واعترافا بمجهودها النضالي في الحقوق المدنية، أقر مجلس الشيوخ الأميركي تشريعاً بتكريمها بأن يوضع جثمانها تحت قبة الروتاندا في مبنى الكونغرس، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليها.
وهناك الكثير من الشخصيات التي كان لها تأثير سلبي على العالم مثل إنريكو فيرمي - مؤسّس العصر الذري ؛ والد القنبلة النوويّة، أيضاً نذكر الشخصية اليهودية بولس –اعتنق اليهودية، ثم النصرانية - اضطهد (أهل المسيحية الصحيحة) كان له تأثير على أشخاص كثر، فأعلن أنه قديس نصراني و غيّر الدين تماماً، فأدخل فكرة التثليث، و ألوهية عيسى، وألغى الطهارة و أباح أكل الخنازير، وغير الكثير في مختلف النواحي، وفي الجانب الآخر نذكر مثلا جوزيف ليستر - المكتشف الأساسي للمعقّمات، والتي خفّضت معدّلات الوفاة بعد العمليات الجراحية، فولتير - كاتب وفيلسوف ؛ كَتَب القصّة القصيرة الشهيرة و المؤثّرة على الأدب العالمي: «كانديد التي بدلت مفاهيم الأدب وكتابة القصص، ميخائيل جورباتشيف -- أنهى الشيوعية في الاتحاد السوفييتي « ألكساندر جراهام بل - مخترع الهاتف - وأخيراً محمد البوعزيزي مفجر ثورة الياسمين في تونس .


Maary191@hotmail.com