لو أن فريقاً واحداً من فرقنا الأربعة في دوري أبطال آسيا قد فاز أو حتى تعادل لتغير الموقف، نحن لا نريد أن نفتح ملفات وننبش في الأوجاع والأمراض الكروية المستوطنة.. لو كان أحدهم قد فاز كنا سنفرح به ونعلق له الزينات.. فنحن نريد خطوة للأمام.. نريد أن تتغير اللغة وتتغير الكلمات التي أدمناها.. أصبحنا في شوق لتحليل أسباب الفوز وليس أسباب الخسارة. ننظر حولنا في أوضاع الفرق التي تنافسنا فنجد الصورة طبيعية إلى حد بعيد.. نجدهم يفوزون ويخسرون ويتعادلون.. لم يشذ من هذه القاعدة الطبيعية إلا نحن.. هل يعقل ألا نحقق فوزاً واحداً في دوري مجموعات آسيا الذي هو الدور التمهيدي من 7 مارس 2007؟، وهل يعقل أن تتلقى أنديتنا الخسارة العاشرة على التوالي في الآسيوية؟ والأكثر من هذا هل تصدق أن يستمر مسلسل السقوط لأكثر من 706 أيام، من أجل كل ذلك فالأمر أصبح ظاهرة ملفتة للانتباه وتستحق أن نتوقف عندها لنصارح أنفسنا بدلاً من حملة التضليل التي نعيش فيها ونصدق تبريراتها. من أجل كل ذلك وقبل أن نخوض في أسباب مملة حفظناها عن ظهر قلب.. ورغم ذلك لا مانع من إعادة التذكير بها من باب الاستفزاز وليس من باب التذكير.. لأننا عندما نتذكر نتأسى لبعض الوقت ثم ننسى وتدور عجلة الحياة الكروية وكأن شيئا لم يكن.. قبل أن نخوض في بعض هذه الأسباب سأتوقف عند شيئين مهمين من باب تشخيص الحال إذ ربما نستفيق.. وإذا فكرنا يوماً في التمرد فليكونا مرجعية لنا. الشيء الأول يكمن في ضرورة الاعتراف بأن هذا هو مستوانا.. وأن هذه هي إمكاناتنا.. وكنت قد قلت هذه الكلمة بالنص أيام نهائيات آسيا الماضية وتحديداً عندما فازت علينا فيتنام وقامت الدنيا ولم تقعد.. يومها تعرضت لحملة ضارية واتهموني بأنني أقلل من قيمة لاعبينا وأصيبهم بالإحباط.. وبالطبع لم يكن ذلك هو المقصد بل كنت ومازلت أقول إننا نعيش في وهم تضخيم الذات.. وإننا ننظر إلى الآخرين نظرة دونية غير مبررة وكأنه من الطبيعي أن نفوز ويخسر غيرنا ثم نفاجأ بأن العكس هو الصحيح، والصورة من حولنا تتحدث عن نفسها.. فحقيقة الأمور أن الآخرين يتطورون ونحن إن لم نتراجع نراوح.. وهذا يعني أنهم يعملون بجدية أكثر منا أو على الأقل فالعمل الذي نقوم به ليس كافياً.. أو بمعنى آخر هناك أفضل بكثير مما نقوم به الآن. الشيء الثاني إننا كثقافة محليين للغاية.. والغريب أن طموحاتنا ليس لها نهاية، نحب الدوري أكثر ونريد بطولة أندية آسيا، نحب النادي أكثر ونريد للمنتخب أن ينافس في كأس العالم، نريد أنديتنا تفوز وتتألق ونحن جالسون في بيوتنا نحب بلادنا بتزيين السيارات ورفع الأعلام .. نحبها بالكلمات أكثر مما نحبها بالعمل، يريد اللاعب أن يصبح لاعباً عالمياً وهو يرفض الاحتراف الخارجي حتى لو كان في قطر، نعشق الاحتراف من أجل مزيد من المال ومزيد من السهر بالليل ومزيد من النوم في الصباح، وللحديث “ذو الشجون” بقية.