كنا في العام الماضي تحديداً مختلفين حول ماهية الإخفاق الجماعي لفرقنا في بطولة دوري أبطال آسيا، ومنّا من ناقش الأمر على أنه ظاهرة من منطلق جماعية الهزائم.. إذ إنه لابد من وجود خيط رفيع يربط الجميع في حلقة واحدة.. وكان هناك من يرفض ذلك.. يرفض تسمية الظاهرة ويعتبر أن في الأمر قسوة على كرة الإمارات وعلى فرقها.. وكان يتراءى لهذا الفريق أنه من الإنصاف دراسة أسباب إخفاق كل فريق على حدة.. لأن الظروف ليست واحدة. ليسمح لي أنصار الفريقين أن أقول إن ورقة التوت سقطت من أول جولة في بطولة هذا العام، وسقطت معها نظرية الفصل بين ظروف فريق وظروف آخر، والأمر المؤكد الآن أن ما يحدث يرقى لمستوى الظاهرة، وأن الخيط الرفيع الذي كنا نعتقد أنه يربط بين الجميع لم يعد خيطاً رفيعاً بل هو في حقيقة الأمر «حبل غليظ» ! والأمر اللافت للنظر وقبل أن نغوص في الأسباب الدافعة لهذه الظاهرة وما إذا كان من الممكن التصدي لها.. أقول أولاً إنه من غير المناسب إطلاقاً أن نبحث عن المبررات، وأن تروج بعض وسائل الإعلام لهذه المبررات وتنجرف وراء مردديها، لأننا إذا كنا سنكذب ونصدق أنفسنا فلا مجال إذن لأي وجهات نظر، ولا مجال لأي رغبة في التطور الحقيقي الذي يقاس على مدى النجاح الخارجي وليس الداخلي.. سنردد جميعاً المقولة الخالدة “مفيش فايدة” إذا كنا سنطلق المبررات ونحن نعرف أنها مبررات وندافع بالخطأ عن فشل جماعي يصيب كرة القدم الإماراتية في مقتل إذا ظلت القناعة على ما هي عليه ! ليس من العدل أن نأتي الآن ونحن نعرف مواعيد هذه المباريات من شهور ونتحدث حديثاً ساذجاً عن الإجهاد وكأن المنافسين في قمة الراحة ونحن فقط في قمة الإجهاد.. رغم أن الحال من بعضه عند الجميع فيما عدا أوزبكستان التي لم يبدأ دوريها بعد وهناك من يقول إن ذلك عامل سلب وليس عامل إيجاب ! نعم ليس من العدل أن نتحدث عن الإجهاد من الجولة الأولى وإلا ماذا سيكون عليه الحال في الجولة الأخيرة ! والمضحك المبكي أن دورينا متوقف والحمد لله في الجولة الأولى والجولة الثانية.. فماذا بعد أن يستأنف وتتوالى المباريات من هنا وهناك! ولم يكن حديث الإجهاد هو المبرر الوحيد.. بل أيضاً حديث الإصابات.. وكأن فرق الإمارات وحدها هي التي يصاب لاعبوها دون غيرهم ! ناهيك عن مبـررات لا تحب أن تسمعها وهي تتعلق بعدم صلاحية بعض الملاعب وكأن هذا الأمر إذا كان صحيحاً يسري على فريق واحد وليس فريقين ! آخر الكلام إذا كانت هذه هي أحوالنا.. فهل تعتقدون أن هناك من سينصت لما سوف نقوله ! عموماً نحن لسنا أصحاب قرار.. ودورنا يكمن في أن نقول كلمتنا كما نراها ونمضي.. والكلمة لن تخص الأندية فحسب.. بل ستذهب ناحية المنتخب الوطني المسافر بعد غد إلى أوزبكستان لملاقاة منتخبها الوطني في تصفيات كأس أمم آسيا.. والمحير أن المدرب الهمام كاتانيتش بدأ هو الآخر في التلويح بالأعذار.. نفس الأعذار.. وكأنها مقدمة لخسارة لابد من حدوثها.. وللحديث بقية.