حكاية الوثائق الفلسطينية السرية التي تم تسريبها من مكتب المفاوض الفلسطيني صائب عريقات غريبة جداً من حيث توقيت نشرها وخطيرة جداً في فحواها، ومع ذلك لم تلق أي اهتمام رسمي من قبل الحكومات العربية حتى الآن بما يتناسب ومستوى خطورتها، فبدا الموضوع وكأنه مسألة شخصية بين الإعلام وقادة السلطة الفلسطينية، أين الحقيقة في هذه الوثائق وأين التزوير الذي سمعنا أكثر من مسؤول فلسطيني يتحدث عنه؟ لا إجابة على هذه الأسئلة، بينما أحداث الشارع العربي تتسارع بشكل غير مسبوق مولدة أسئلة لا حصر لها !!
السؤال الأول الذي لا أحد يجيب عليه لأن الإعلام كله منشغل بملاحقة الأحداث وليس تفسيرها: ماذا يحدث في تونس؟ ألم يسقط النظام هناك بفعل ثورة شعبية كاسحة؟ إذن لماذا لا زال الناس في الشوارع؟ ولماذا يستخدم الجيش القنابل المسيلة للدموع ضدهم؟ هل سقط الحاكم وبقيت الحكومة؟ إذن لم يحدث شيء، هل هذه هي الإجابة؟
السؤال الثاني: الناس تتظاهر في مصر أم تثور؟ وإذا كانت تثور، فمن ينظم ثورتها ومن يوجهها يا ترى؟ الشارع لا يقود فعلا شعبيا ولا يقيم حكومة ولا يسقط أخرى هكذا بلا استراتيجية وبلا نظام وبلا خطة، لأن نتيجة الفوضى إما أن تقود إلى فوضى طويلة الأمد، وإما أن تكون مطية لأصحاب الغايات والمطامع الذين يختطفون إنجازات الشعب ويركبون الموجة ويوجهونها لمصالحهم، وإما أن تفرز الفوضى شيئا من قبيل اللاشيء.
الرسالة وصلت إلى من يهمه الأمر في بعض العواصم العربية التي خرجت جماهيرها إلى الشارع، رافعة العديد من اللافتات، لكن الهدف لم يكن مجرد رسالة من قبيل نريد خبزا ونريد لحما بالتأكيد، الرسالة أكبر وأعظم من ذلك، فهل نجح المتظاهرون في قول ما يريدون بشكل يوازي هبتهم القوية والخطابات التي قالوها عبر الفضائيات؟ لا زال الحدث بارزا وقويا ولافتا، لكنه بلا دفة وبلا خطة، هذا يعني أننا في العالم العربي لازلنا نكرر الخطأ حتى ونحن نحاول تغييره والثورة عليه!!
السؤال الثالث: لماذا خرجت هذه الجماهير الغاضبة إلى الشوارع؟ يقال بأن لديها مطالب محددة وواضحة بل وقال أحد المحسوبين على السلطة في بلد عربي إن المطالب مشروعة وإن على الحكومة أن تستجيب لها أو أن ترحل إذا فشلت في تحقيق مطالب الناس .. جميل هذا الاعتراف، إذن لماذا لم يتم الرد على الجماهير حتى الآن؟ 


ayya-222@hotmail.com