الله يطول في اعمار شوابنا وعيايزنا الباقين، علينا أن نراعيهم ونبسط لهم الكف ونشرح لهم الصدر، ورغم أنا ندري بهم يناحسون وينازعون ويزعلون ويتشرطون، بحكم العمر وهذا أمر طبيعي، لكن لازم نأخذ بالنا منهم ومن تصرفات عادات الأكل عندهم، فالزمن مب زمنهم، ولا العمر أو الجسد يساعدهم، القصد على الأبناء التنبه لما يخبّص به الآباء، فلا يمكن ترك الوالد وهو في السبعين أن يصحو الصباح، ويلطم له غز سح مع سبع فناجين قهوة على الريق أو يهف مرضام خبز بسمن الدار أو أترك أمي وهي في الستين مع جاراتها إلى الضحى العود، فنجان قهوة رايح، وفنجان قهوة ياي، وهذا الفنجان من دلة فلانة، وهذا الفنجان من دلة علانة توها زالتنّها، وأخذيلك رطبة قبل هالفنيان، ويديه ما اطاعمتي من مقفلة الحلوى، هاي حلواه سوداء توها يايبينها من مَسْجَد (مسقط) وهاي حلواه صفراء شغل البركا، وتكون الحاجة مع جاراتها حاطّات من الصبح جدامهن صحن بلاليط وخنفروش وخبز محلا وجباب، وايّه ما كلتي الغالية، وراس ناصر الغالي عندك إلا تطاعمين من فوالتي، ينتهي الصبح والحاجيات تناولن كل واحدة منهن ما يزيد على الـ 1400 وحدة حرارية، متى سيحرقن هذه السعرات، خاصة وأنهن قليلات الحركة، ولما أيي الغداء ما يشتهن شيء، ولكن لأن ابنها وبنتها وحفيدها يجلسون جنبها، فستتحامل على نفسها وتأكل كم من لقمة.
أما الحاج فتركناه بروحه، يعابل دلته، ويتذكر الأيام الخوالي، وزمن القيض، يوم يغدّن وزاره على كتفه، ويسير صوب نخله، ويخطف على الشريعة ويتسبّح، وين ما هبت ذرت، إن بغى يرقد تحت اللومية، توسد عمامته ورقد، وإلا خطف على حد من معارفه، وحطت له أم سعيد لِكنّ الجامي والخلاصة الحارة، وقربت له مخرافة الرطب اللي خارفتنها من نخيلها الخرايف، واللي تنقتهن نقا، ولطمهن، وجلس يسولف وياها، ويضحك من قلبه، وما يردّ إلا خلاف العصر شال على رأسه مضحاه، قاطع ذيك السكيك مشي.
لأول الحرمة تقوم من الفجر تحطب وتلقط طرافه وتروّي وترد البيت تخبز، وتنجف النخل، وعقبها ترد تثوّر غداها، وتشتغل في بيتها، ما تيلس دقيقة وأكلها خفيف، لكنها تشعر براحة البال ولا تشكو إلا من العافية.
اليوم لا الشيبة يزامط ربعه أن يهف نص ذبيحة، وإلا يقدر يأكل ربع يراب سح، ولا العيوز تروم تشل جدر على رأسها، ويّحلتين ماي على خواصرها، ومغدفه ولدها الصغير على ظهرها، وحامل بأربعة شهور.
علشان جذيه.. علينا أن نأخذ بالنا من شوابنا ومن صحتهم، ومن عاداتهم في الأكل اللي ما يحبونها أن تتغير حتى وأن تغير الوقت، ولو اضطرينا أن نقفل عنهم ينز السح، وبخار الميوا.. ولو زعلوا منا، وتحرطموا علينا.. فصحتهم بالدنيا.


amood8@yahoo.com