مثل راقصة برازيلية تزينت بالألوان الزاهية الجميلة، امتزج الأخضر بالأصفر، وسطع الأزرق مندمجاً مع ألوان أخرى زاهية وبديعة، تزيِّن خدها بالأحمر واللون البحري. بانت عيناها مثل جوهرتين رائعتين، وظهر على حاجبيها وأجفانها لون الزيبرا أو الحمار الوحشي، وعلى جسدها توزع الأخضر والأزرق والأصفر، ليترك الريش يمتد خلفها مثل زعنفة حورية البحر أو امتداد طبيعي للألوان الزاهية التي انفرجت ذيل طويل من الريش رائع الجمال. تستدير عيناها بذكاء حاد تجول بها في فضاء مثل نجمة، تقلب رأسها الجميل متفحصة أي همسة حولها، تدقق في الحركات والأصوات التي تصل مسمعها ثم تعيدها إلى مصدرها، وكأنها تقول لمصدر الصوت إنني أعيد إليك ما أرسلته من حديث، إن كان جميلاً ومهذباً وودوداً فإننا نسعد به جميعاً ونفرح، وإن كان غير ذلك فإنني أعيد إليك صوتك ومنطقك لتتفحص مخارج لسانك، فقط لتعرف كم هي جميلة العبارات الصادقة والمحبة عندما تردد على مسامع الناس والدنيا، وكم هي قبيحة ومزعجة حتى لك عندما تعود إليك إن كانت مخارج لسانك وتفكيرك ليس فيه شيء من الذوق والتأدب. في الصباح الباكر ترسل أنغامها حسب إطلالة هذا اليوم وظروفه، فقد يكون الصباح مصحوباً بقطعة موسيقية أو أغنية رائعة، وقد يكون الصباح مصحوباً بأصوات من قطع الأخشاب وأشجار الحديقة ومرسل أصوات المنشار الكهربائي ليوقظ النوم في عيون من بات ساهراً أو نائماً حتى شمس الضحى، أو قد تأتي سيارات البلديات لنقل مخلفات الليل ومصحوبة بضجيج رفع الحاويات وإنزالها. وحدها هذه العروس الجميلة التي جمعت الألوان الزاهية وزرعتها على جسدها والمزدانة بالريش مثل راقصة برازيلية أو التي تستعيد ذاكرتها عندما كانت في غابات الأمازون، هذه الجميلة الرائعة هي صدى لليوم وتباكير الصباح وعذوبة المساء. اليوم تقرر أن تتصل بالهاتف بعد أن أعجبتها حبات الكلمات والأرقام التي اصطفت على سطح الـ «بلاك بيري» والتي أغرتها باصطفافها وكأنها حبّات دوّار الشمس صغيرة لامعة وربما تخيلتها عذبة المذاق طازجة. اتصلت هذه الراقصة باكراً بالشاعر الصديق سعد جمعة، الذي استجاب للاتصال مستفسراً عن سر هذا الطلب الصباحي، وربما قد اتصلت هذه الجميلة بأصدقاء كثر، ولكن الشاعر دائماً صاحب نخوة سريعة مثل نسيم البحر. ضحك كثيراً عندما قلت له إنني لم أطلبه أبداً، ولكن هذه «البيبي متوه» (الببغاء) هي التي طلبتك، يا أخي سعد «البيبي منوه» تحبك وربما اختارتك دون الآخرين.. قال الشاعر ولكن كيف؟! شرحت له أنها عبثت بـ»البلاك بيري» وسحبت كل حبّات الاتصال وجعلته أجرد من الحروف والأرقام، وهذا تطلب مني إعادة كل صفحة الاتصال وربما أثناء إعادة هذه الحروف والأرقام كان الاتصال من نصيبك، ضحك الشاعر كثيراً، بينما ما زالت الببغاء تردد ألو ألو ألو.. قلت لها كفاية لقد ذهب حبيبك الشاعر.. إبراهيم مبارك | Ibrahim_Mubarak@hotmail.com