المجالس البلدية هي النواة الحقيقية لنقل أصوات الشعب، والعمل على تأمين مصالحهم، وحمل همومهم وأفكارهم وآرائهم للحكومة، والعمل معاً لخدمة المجتمع ورقيه، وتحظى المجالس البلدية بالدولة باهتمام كبير، وقد أعطيت صلاحيات للعمل، والتطوير والبناء، لإضافة لبنات جديدة في صرح دولتنا الفتية، ودفع عجلة تنميتها ونمائها وتطورها، لذلك يتوجب على المجالس البلدية أن تكون صوت المجتمع تنقل همومه، وتحقق مصالح الوطن وتعمل على خدمته، لما فيه الخير والنماء والتطور والرقي، والازدهار الذي تنشده قيادتنا وحكومتنا الرشيدة.
وفي بداية الاتحاد لعبت المجالس البلدية دوراً رئيسياً ومحورياً في تأمين العيش الكريم لكل أبناء الوطن، والعمل على توفير كل الخدمات لهم، كما كانت القناة الرئيسية بين الحكومة والمواطنين لنقل تطلعاتهم وهمومهم ومشاكلهم واحتياجاتهم، فلعبت دوراً مهماً في مساندة الحكومات المحلية، خاصة بشأن الإسكان والطرق وغيرها من الخدمات الأساسية المتعلقة بمشاريع البنى التحتية، وظلت المجالس البلدية في بداية عهد الدولة ذات ثقل وأهمية كبرى، باعتبارها كانت تتولى أدواراً كبيرة، وتقوم مقام وزارات وهيئات لم تكن موجودة، استحدثت مؤخراً، فكانت ملفات الإسكان والطرق والمباني الحكومية وغيرها كلها موكلة إلى المجالس البلدية، وقد أحسنت التعامل معها، ومع تطور الخدمات الحكومية وتوسع الوزارات والهيئات وتوزيع الاختصاصات، خففت بعض الأعباء عن كاهل المجالس التي ظلت واحدة من الهيئات، المجالس المهمة في تسهيل تقديم الخدمات والمنافع للمواطنين، والعمل على الارتقاء بالوطن والمواطن.
ما جعلني أخط هذه الأسطر حول موضوع المجالس البلدية ودورها، ورؤيتنا لها كوسيلة لنقل هموم المواطن، وتحقيق مصالحه، والتخطيط لبناء مستقبله، ومستقبل أجياله، وخدمة البلد، كما كانت المطالبة الوطنية الصادقة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أعضاء المجالس البلدية في الشارقة، بأن يكونوا أمناء على واقع وأحوال مدنهم ومناطقهم، واليد المنفذة لحل مشكلاتها، والارتقاء بها، وبأبنائها، والتي ستصب جميعاً في الارتقاء بالشارقة، وازدهارها، وتطور خدماتها من كافة الأوجه، وتوفير وتحقيق أفضل وأرقى مستويات الراحة والأمن والأمان لكافة أبناء الشارقة ومناطقها، جاء ذلك بعد أن أصدر سموه مراسيم أميرية بتشكيل المجالس البلدية في إمارة الشارقة.
كلنا يعرف دور المجالس البلدية، ويقدر الدور الجسيم والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها لتكون عند حسن حظ القيادة الرشيدة، وتتمكن من خدمة المواطنين، ولكن أهم ملفات المجالس البلدية قضية تخصيص الأراضي والمساكن التي تعتبر العامل الرئيس لتأمين الاستقرار والطمأنينة والعيش الكريم للأسر والمواطنين الذين يتطلعون للحصول على مسكن العمر بفارغ الصبر، وهنا يتوجب على المجالس أن تضاعف من جهدها، وتتخذ من الشفافية عنواناً لها، والأولوية في الاستحقاق شعاراً لعلاج هذا الملف الشائك، في إماراتهم ومناطقهم، وهذا دورهم الرئيس باعتبارهم الأقرب والأدرى بأبناء مدنهم ومناطقهم وقراهم، ليكونوا عند حسن ظن القيادة بهم ومحل ثقة للأمانة الكبيرة التي طوقت رقابهم.


m.eisa@alittihad.ae