ليس من العدل أن نصدر أحكاماً استباقية ونردد أن ممثلي الإمارات الأربعة المشاركين في دوري أبطال آسيا ليس لديهم جديد يقدمونه للبطولة عطفاً على المستويات التي نشاهدها في بطولة الدوري المحلي وقياساً بما قدموه في البطولة نفسها العام الماضي عندما خرج الجميع بخفي حنين. نعم، ندرك أننا لن نضغط على الزر فيتحول الأسود إلى أبيض فجأة.. لكننا في الوقت نفسه يجب أن نتحلى بنظرة شمولية.. فنحن لا نعرف مثلاً متغيرات المنافسين مع كل الاحترام للأسماء الكبيرة التي ستشارك معنا.. في كرة القدم لا تبقى الأحوال دائماً على ما هي عليه.. فلا الكبير يظل كبيراً ولا الصغير يظل صغيراً.. فمنتخب كوريا الشمالية مثلاً لم يرشحه أحد لبلوغ المونديال قبل التصفيات لكنه ضرب عرض الحائط بالجميع وتأهل وهكذا. كما أننا يجب ألا نغفل أن هناك خبرات مكتسبة من كثرة المشاركات.. فتكرار التجربة يزيل الرهبة ويقوي القلب. ولعله من المناسب أيضاً أن نقول إن معظم فرقنا المشاركة هذه السنة في وضعية أفضل من ناحية المستوى عن العام الماضي.. ومن يستطيع أن ينكر أن هناك تصاعداً في مستويات الوحدة والجزيرة ؟.. والشيء الذي ربما يؤثر يكمن في أنهما يتنافسان بقوة على لقب بطولة الدوري.. وهو مطلب استراتيجي ربما يفوق أي شيء آخر إذا لزم الأمر.. لأن الدوري باب أكثر أمناً وأكثر اتساعاً كونه يحقق هدفين رئيسيين في وقت واحد وهما تحقيق البطولة المحلية والمشاركة في الوقت نفسه في بطولة أندية العالم بالعاصمة أبوظبي. وفي المقابل لا يمكن الاستهانة بوجود الأهلي والعين.. بل ربما يكون تأثيرهما أكثر لابتعاد الأول تماماً عن لقب بطولة الدوري الأمر الذي سيعطيه حافزاً مضاعفاً للسير لأبعد نقطة في البطولة الآسيوية.. أما الثاني فلا يزال يراوح في بطولة الدوري.. ولا أحد ينكر قدراته التنافسية الآسيوية.. فهو أول بطل لدوري أبطال آسيا في نسخته المعدلة التي انطلقت 2003. آخر الكلام على ضوء ما تقدم من المفترض أن يكون لنا وجود مؤثر في البطولة الآسيوية هذا العام.. وفي تقديري أن المباراة الأولى لكل فريق سيكون لها تأثير كبير على مسيرته.. فالمباراة الأولى وإن كانت فارقة في مسيرة أي فريق.. فهي أكثر تأثيراً مع فرقنا.. فالناحية المعنوية أشبه بمفعول السحر مع لاعبي الإمارات. فريقان يبدآن المشوار في إيران هما الوحدة الذي سيقابل نادي زوبهان في مدينة أصفهان في السادسة من مساء اليوم.. والأهلي الذي سيلاقي فريق كرمان في السابعة والنصف مساء غد.. وبالطبع المهمة ليست سهلة أمام فريقين يحظيان بمساندة جماهيرية كبيرة وفي ظل غيابات مؤثرة في الأهلي والوحدة معاً، وإن كنا لا نعرف تحديداً مدى مستوى الفريقين الإيرانيين.. إلا أن طابع الكرة الإيرانية يبقى معروفاً لدينا جيداً.. وفي كل الأحوال التعادل سيكون نتيجة إيجابية في بداية المشوار.