لا تمر جولة في دوري المحترفين دون أن نسمع كماً هائلاً من الاحتجاجات والكثير من الصخب والضجيج، فالجميع متبرم والكل متضرر من القرارات التحكيمية، ولدرجة أصبح الحكم هو الخصم الأول وتعمل له الفرق والجماهير ألف حساب قبيل المباريات أكثر من لاعبي الفريق المنافس، كما أنه المتهم الأول فيما بعد المباريات والسبب الرئيسي في خسارة أي فريق. وكلنا ندرك أن أخطاء التحكيم جزء لا يتجزأ من كرة القدم ومثلما يخطئ اللاعب والمدرب، كذلك هو الحكم يخطئ ويصيب ولا وجود للتعمد في تلك الأخطاء وهي موجودة مذ عرفنا اللعبة، ولكن تطور تقنيات النقل الحديث جعلت من كشف أخطاء الحكام أسهل مما مضى ويمكننا القول إن هذا التطور جعل من نقل المباريات بالنسبة للمشاهد بمثابة الترف والنعيم ولكنه الوبال والجحيم لكل أفراد سلك التحكيم. الغريب هو أن أخطاء الحكام التي تكثر في المباريات المحلية تكاد تكون معدومة عندما يشارك حكامنا في المنافسات الخارجية، لذا يفضل حكامنا إدارة مباراة خارجية تمتلئ فيها المدرجات بآلاف الجماهير، عن تحكيم مباراة في دورينا لا يحضرها سوى بضع مئات من المشاهدين، وهذه الشيزوفرينيا التحكيمية لا أجد لها أي مبرر، حتى لو قالوا إن الحكم في نهاية الأمر ليس سوى بشر. بالأمس دارت مساجلات في موقع التواصل الاجتماعي "التويتر" وكان محور النقاش حول مستوى التحكيم المحلي، إذ أجمع المغردون على أهمية دعم الحكم المواطن، ولكن مع مطالبة هذا الحكم بتطوير نفسه، كما أرجع البعض الخلل من القاعدة حيث شهد البعض على كوارث ومآس تحكيمية تحدث في مباريات المراحل السنية دون أن يكون لها صدى بسبب ضعف المتابعة الإعلامية لهذه المسابقات، ومع ذلك لا تحرك لجنة الحكام ساكناً للحد من هذه الكوارث والمآسي. وعلى سبيل المثال ليس من المعقول أن تحدث لعبة مشتركة أمام عيني الحكم الدولي علي حمد وأمام أعين مساعديه ولا تنطلق صافرته، ثم تحال اللعبة إلى لجنة الانضباط التي تتخذ عقوبة في حق الروماني رادوي بإيقافه مباراتين، فيتضرر العين بسبب لعبة رآها الحكم ولم يتخذ حيالها أي عقوبة إدارية على اعتبار أنها اشتراك يحدث كثيراً في كرة القدم، ويتضرر نادي الوحدة بسبب عدم قيام الحكم بطرد اللاعب أثناء المباراة إذا اعتبرنا أنها لعبة فيها خشونة متعمدة وإهمال، وتتضرر هيبة التحكيم بسبب حكم الكل يرى أنه كان شاهداً وتصر لجنة الانضباط على أنه "ما شفش حاجة". Rashed.alzaabi@admedia.ae