إذا كان شخص مثلي ليس منتمياً لأحد قد انتابه إحساس بالضيق من فريق الأهلي في مباراته أمام بني ياس.. فما بالك بجماهيره؟. والضيق ليس بسبب أنه تعادل بعد أن كان متقدماً بهدفين.. فهذا يحدث في كرة القدم.. ولكن السبب أن الأهلي يؤدي مبارياته بعدم اكتراث.. كأن المباريات أصبحت حملاً ثقيلاً على اللاعبين ويريدون أن يتخلصوا منها.. كأنهم يلعبون تقضية واجب ليس أكثر. متى يفوز الأهلي فوزاً يسعد جماهيره.. متى يثبت أنه يريد أن يعود.. مجرد إثبات حالة ليس أكثر.. ماذا يريد وضعاً مثالياً أكثر من الذي كان فيه أمام بني ياس؟.. فالمباراة على أرضه وبين جماهيره أمام فريق لم يكن في يومه.. يعاني من نقص شديد بغياب ثلاثة من نجومه المؤثرة.. ناهيك عن أن المباراة تسبق المباراة الأولى للفريق في بطولة دوري أبطال آسيا والتي يشارك فيها الأهلي كبطل للدوري.. والفرق كبير بين مشاركة البطل والآخرين.. فهو سيقاس عليه عندما سيفوز أو يخسر باعتباره الممثل الشرعي لكرة الإمارات. ماذا يريد أكثر من التقدم بهدفين لكي يحافظ على فوزه ويذهب إلى البطولة الآسيوية في حالة معنوية جيدة تعينه على ماسوف يحدث له؟، بدلاً من أن ينتهز الأهلي الفرصة ليزيد الغلة ويرد الدين للفريق الذي فاز عليه في الدور الأول نجده يتدلل وكانت النتيجة استفاقة مشروعة للفريق المنافس الذي انتهز الفرصة بهمة الرجال وفي غضون دقيقة ونصف فقط كان قد أدرك التعادل قبل نهاية المباراة بخمس دقائق فقط.. وبدلا من أن يشتط الأهلي غيظاً مما حدث ويشن سلسلة من الغزوات العنترية من أجل انتزاع هدف يعيد له فوزه إذا به يتلاشى وينهار ويترك الزمام لمنافسه الذي كان يمكنه في هذه الدقائق القليلة تسجيل ثلاثة أهداف ولكن من حسن حظ الأهلاوية أن بني ياس لم يأخذ الأمر بالتشدد واكتفى بالتعادل الذي كان أشبه بالفوز. كلمات أخيرة كأن الأهلي في هذه المباراة وفي غيرها يقول لمن يهمه الأمر عفواً أنا لا أريد أن أفوز. قالوا لي ماذا تتوقع للفريق في رحلته الآسيوية قلت “الجواب باين من عنوانه”. ? ? ? ? تعمدت في مقالة سابقة أن أتحدث عن الجزيرة المنتصر ولا أتحدث عن العين الخاسر.. والسبب أن كلماتي كانت ستحمل قسوة شديدة على المدرب سيريزو.. أتفهم بالطبع كم كانت المباراة مصيرية للفريق العيناوي الذي رسم سيناريو انتزاع الصدارة وكان السيناريو يعتمد أولاً على الفوز على فريق الجزيرة ثم الفوز على فريق الوحدة في الجولة الـ 18 لكني لا أتفق مطلقاً مع المدرب في مفهوم الغاية تبرر الوسيلة.. فقد كان مشهد مشاركة البرازيلي إيمرسون غير مبرر بالمرة.