يبدو أننا تعلمنا الدرس أخيراً، ولكن فعلنا خيراً، وكما يقول المثل: “أن تصل متأخراً خير من ألا تصل”، وعندما يخوض منتخبنا اليوم مباراته الودية أمام البحرين، ستكون المباراة الدولية الرابعة للمنتخب خلال 45 يوماً تحت قيادة المدرب الجديد مهدي علي، وهو مؤشر إيجابي قد يقودنا في المستقبل إلى الاستغناء بشكل تام عن معسكرات الإعداد الطويلة التي أثبتت عدم جدواها في السنوات الأخيرة. لفت انتباهي في المباريات الودية الماضية، ولعلها المرة الأولى منذ زمن بعيد، حيث لم أقرأ كلمة “استعداداً” والتي في العادة تكون حاضرة بقوة عند الحديث عن مثل هذه المباريات، وهذا هو الوضع المثالي، فالمنتخب يجب أن يكون جاهزاً على الدوام لتمثيل الوطن في أي مهمة، بغض النظر عن وجود استحقاق قادم من عدمه. أخيراً عرفنا كيف نستغل أيام “الفيفا” التي كانت معظم اتحادات العالم تدرك أهميتها، باستثنائنا في السابق، وفي السنوات الماضية عندما كان العالم منشغلاً في المباريات الدولية التي تخوضها المنتخبات ضمن أيام “الفيفا”، كنا نحن دوناً عن الجميع منشغلين في دورينا، وكأننا لسنا بحاجة إلى هذه المباريات الودية، أو أننا نفهم أكثر من البقية. تعلمنا الدرس أخيراً، بعد أن تراجع منتخبنا في التصنيف الدولي كثيراً، وهذا الشيء يجب ألا يكون مستغرباً، فهذا التصنيف مبني على تواصل النشاط وتجميع النقاط، ومن أين لنا أن نجمعها وكيف “للحسابة” أن تحسب، طالما أن منتخبنا لا يلعب، ولأن الشيء بالشيء يذكر، حتى في حالة الهزيمة يحصل المنتخب على نقاط تضاف إلى رصيده، وبعد مباراتي اليابان والكويت الأخيرتين تقدمنا أربع مراكز في التصنيف الدولي. عندما تولى يوسف السركال رئاسة اللجنة المؤقتة وقبل أن ينجح في اكتساح مقعد الرئاسة في الانتخابات، كانت لنا معه جلسة حوارية، وطرحنا عليه التساؤل حول تراجع المنتخب في التصنيف الدولي إلى المركز 138، فقال السركال إن قلة عدد المباريات التجريبية المسجلة رسمياً، أدت إلى هبوط مستوى المنتخب الأول، وبالتالي تراجعه في التصنيف الدولي. وبمجرد تسلمه سدة رئاسة الاتحاد، يحسب للاتحاد هذا التغيير الجذري في مسألة التعامل مع تجمعات المنتخب، وبدأت خطة عمل تقوم على استغلال أيام “الفيفا” في تجميع المنتخب والاستفادة منها في مقابلة منتخبات من مدارس مختلفة، وهذا الذي كنا نريده وما كنا نفتقده، وتداركنا الماضي وما فيه من أخطاء، كانت تجرنا جراً إلى الوراء، وعشنا بها واقعاً مريراً، ولكن حمداً لله إذ يبدو أننا تعلمنا الدرس أخيراً. Rashed.alzaabi@admedia.ae