حين سمعنا عن بحيرة قسيس، التي ظهرت على السطح في مدينة العين، وكانت تصريحات معظم المسؤولين تدور حول أنها نتجت بفعل المياه الجوفية، توقعت أن يتم التعامل مع الموضوع بشكل مختلف تماما عن الإجراءات التي اتخذتها الجهات المختصة "للتخلص" من تلك البحيرة. وكما ورد من المختصين يتراوح عمق البحيرة بين 4 و6 أمتار، ويبلغ متوسط حجم سطح المياه فيها 3 ملايين متر مكعب، وتبلغ نسبة ملوحة المياه في البحيرة 13 ألف في المليون، أي أنه المتوقع أن تتم الاستفادة من كل قطرة في تلك البحيرة، وعدم تركها تهدر بسبب بعض الأخطاء بفعل عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية منذ اليوم الأول. وبعد أن سجلت تلك البحيرة حوادث غرق، اتخذت الجهات المعنية عدة إجراءات كانت الأكثر سوءا منها تلك التي منحتهم الفرصة لسحب تلك المياه بتناكر شفط، حتى يقل منسوبها ولا تشكل خطورة على الجمهور. أحيانا قد يكون العلاج أكثر مرارة من المرض، فاليوم نحن نعيش في منطقة تحتاج للحفاظ على كل قطرة ماء فيها، وقد نكون نحن أحوج المجتمعات لكل قطرة ماء، وهناك العديد من الأشجار والنباتات المحلية، التي يمكن أن نعتمد على ريها من خلال تلك البحيرة، أو يمكن أن تتم الاستفادة منها بعد تأهيلها من قبل القطاع السياحي، فلماذا لا تكون تلك البحيرة واجهة سياحية بدلاً من أن تكون من ضمن الصور التي تشوه صورة المدينة؟ وطالما أن لدينا الإمكانات والأفكار نستطيع أن نحوّل تلك البحيرة من مكان يشكل عبئاً وتكاليف للإجراءات الاحترازية التي تمنع وقوع حوادث غرق وحراسة مشددة وحملات توعوية إلى وجهة سياحية يقصدها القاصي والداني، وموردا طبيعيا لري الكثير من الأشجار المحلية التي تسهم في دورة بيئتنا الطبيعية. بالإضافة إلى موقعها الجغرافي البعيد من البحر الذي يزيدها أهمية، ويمنحها المزيد من الغرابة والإعجاب، فمازالت بحيرة عين الفايضة تأخذ حيّزا من ذاكرة كل من زارها، نظرا لوجود مسطح مائي بعيد عن البحر. لاشك أن الإجراءات التي قامت بها الجهات المختصة لمنع حوادث الغرق، مثل تركيب سياج معدني حول البحيرة لمنع نزول الجمهور فيها، وتثبيت المزيد من اللوحات الإرشادية والتحذيرية، وتعيين مراقبين يتواجدون في موقع البحيرة على مدار الساعة، أمر ضروري ولكن دون أن ننسى حاجتنا إلى كل قطرة ماء. halkaabi@alittihad.ae