بات من الطبيعي جدا أن ترى الناس يستخدمون هواتفهم النقالة في الأماكن المختلفة، في السيارة، المكتب، المنزل، الشارع، السوق والمقهى حتى في ...... بل في كل مكان ... حتى بات الهاتف النقال ضرورة حتمية وجزءا رئيسيا من متطلبات الحياة اليومية في هذا العصر يستخدمه الجمهور الصغار والكبار الرجال والنساء والغني والفقير من أجل التحدث المباشر أو تصفح الأنترنت .. ولن أطيل في السرد للتحدث عن تاريخ الهاتف وما وصل اليه من تطور، خاصة النقال لدرجة أن العديد من الناس اليوم لا يلتفتون الى هواتفهم الثابتة وربما الغياب الطويل عنها أنساهم أرقامها. وبظهور الأجيال المتعاقبة لهذه التقنية المثيرة في ميزاتها بات الناس يترقبون الجديد الذي قد لايطول انتظاره في عصر السرعة ليقذفوا بالجيل الحالي بعيدا حال وصول جيل جديد حتى وصلت عند البعض هذه المطاردة والترقب الى حالة من الإدمان. لا أعتقد قطعيا أن هذا السباق المحموم لتقنيات الهواتف المحمولة سيتوقف عند حد معين .. حتى أتوقع أن ما نراه اليوم بين أيدينا من هواتف ستكون في طي النسيان خلال العقدين المقبلين وستظهر أسماء جديدة لأجيال جديدة من تلك التقنيات ستكون أذكى مما نتخيل ربما لديها إمكانية إقفال المنزل حال خروجك أو إضاءة البيت أو تشغيل التكييف والسيارة وربما عمل كوب شاي او قهوة .. أو تجهيز المياه للاستحمام المهم أنها ستفوق كل ما نتوقع ..من ذكاء وأداء لكن على الرغم من تأكيد الخبراء أن استخدام الهاتف ووضعه على الأذن بشكل مباشر يؤدي إلى التعرض إلى الموجات الكهرومغناطسية التي تزيد من مخاطر تعرض المستخدم للإصابة بأنواع معينة من سرطان الدماغ، بحسب خبراء دوليين أولئك الذين اجتمعوا بمبادرة من المنظمة العالمية للصحة في مدينة ليون الفرنسية منذ عدة اشهر داعين إلى التقليل من استخدامه لتجنب التعرض إلى تلك الموجات إلا ان الجمهور لا يلتفت الى ذلك..إلا أن الوعي ضروري ويبقى كما ذكر استعمال السماعات واعتماد الرسائل القصيرة أفضل وسيلة للحد من تلك الأضرار. الجديد في هذا المضمار ما كشفته دراسة علمية نشرتها وكالة «د ب ا» في أن الهواتف الذكية تحتوي على كميات من المواد الكيميائية السامة التي تنطوي على خطورة على البيئة وصحة المستخدم مثل البرومين والزئبق وغيرها .. في إشارة إلى أن الهواتف القديمة التي تشق طريقها الآن إلى صناديق القمامة تحتوي على كميات من الكيماويات الضارة، وبالتالي فإذا لم يتم التخلص منها بشكل صحيح، فإن هذه المواد الخطرة قد تنبعث في الهواء أو تتسرب إلى باطن الأرض لتلوث المياه الجوفية والمحاصيل الزراعية .. ونصحت الدراسة بعدم الاحتفاظ بالهواتف الذكية القديمة في المنزل أو إعطائها للأطفال كي يلعبوا بها، بل لابد من إخراجها من المنزل في أسرع وقت، ما يحتم بضرورة إيجاد جهات مسؤولة لجمعها لإعادة تدويرها تلافيا لأخطارها .. ربما تكون هذه ضريبة التطور والتقدم ... يا رب سلم jameelrafee@admedia.ae