ما زالت التحقيقات حول هبوط مواقف مجمع الريانة جارية، ومازالت الجهات التي تعمل من أجل كشف أسباب الحادث عاكفة على القضية للوقوف على الأسباب الرئيسة التي أدت إلى ذلك الهبوط المفاجئ، ووضع اليد على مكامن الخلل، حتى لا يقع مثل ذلك الحادث مجدداً. تأخر نتيجة التحقيقات، وعدم توضيح الرؤية للرأي العام جعلا من تلك القضية حديث الشارع الإماراتي، وانتشار الكثير من التعليقات والإشاعات والتخمينات غير الصحيحة وغير الواقعية، وعلى سبيل المثال: هناك من أرجع السبب إلى وجود كهوف في باطن الأرض، وربط ذلك الهبوط للمواقف ببعض التفسيرات والمواقع الجغرافية التي ليس لها علاقة إطلاقاً بالمنطقة. وتجده يصارع لإثبات أن السبب هي الكهوف الجوفية، مع العلم أن ذلك الشخص غير متخصص بالجيولوجيا وليس لديه إلمام بالجغرافيا، ولا يعرف أدنى معلومة عن طبقات الأرض أو محتواها، ولكن ما دفعه للتمسك بذلك الرأي ليقال عنه أبو العريف. وأسباب أخرى وضعها أشخاص آخرون وقاموا بالترويج لها، على أن ذلك الهبوط راجع لأسباب وجود العالم الآخر، وما وراء الطبيعة، وغيرها من النكت والمضحكات والخزعبلات التي تعبر عن جهل صاحبها ودس أنفه بما لا يفقه ولا يفهم. حتى إن من بين التعليقات التي سمعتها من أحد “العباقرة المثرثرين” أن السبب هو عدم دفع الشركة لزكاة أموالها هذا العام والتي أدت بهم لتلك الخسائر الفادحة التي ستتكبدها لحين انتفاع المستأجرين بوحداتهم السكنية. وفي السياق نفسه لم تكتفِ الصحف الأجنبية بالبيان الذي صدر بعد الهبوط، والذي تم التأكيد فيه بأنه سيتم تحويل ذلك الحادث للتحقيق، بل وبدأت كل منها تضع تحليلاتها وتفسيراتها للظواهر الكونية والحوادث الجسيمة، والمصيبة أنه لم يلتفت أحد المعنيين بالحادث لتلك الصحف حتى يفسر لهم تلك الواقعة التي حدثت لأسباب فنية بحتة. نحن لا نقلل من خطورة الحادثة، ولكن من خلال أحد المهندسين المختصين “المحايدين” الذي توجه للموقع بعد الهبوط، أرجع السبب إلى تحميل وزن أكثر من الحد المسموح به فوق سطح ذلك الموقف من الأتربة، التي يصل ارتفاعها لأكثر من مترين، بينما سقف الموقف الخرساني لم تتجاوز سماكته الـ 40 سنتيمتراً، وبعد ذلك تمت زراعته وسكب التربة بكميات من الماء للري، ما أضاف أحمالاً فوق ذلك الحمل العالي، ما نتج عنه ذلك الهبوط. وموضوع الهبوطات ليس وليد اللحظة بينما حصل في بعض المواقع وكانت الأسباب الرئيسة هدر المياه على المسطحات الخضراء، والموضوع هنا يتطلب تكثيف الجهود لتوعية المجتمع بخطورة هدر المياه على المسطحات الخضراء، وتركيزهم على الأشجار المحلية التي لا تستهلك كميات كبيرة من المياه. halkaabi@alittihad.ae