يقول العرب اقْتَمَّ ما على الخِوانِ إذا أكله كله، واشْتَفَّ ما في الإناء إذا شرِبه كله، وامتكَّ الفَصِيلُ ضَرْعَ أمه إذا شرب كلّ ما فيه. ونَزَفَ البئرَ إذا اسْتخْرج ماءها كله، وسَحَفَ الشَّعَرَ عن الجلْد إذا كَشَطَه عنه كله. واحْتَفَ ما في القِدْرِ إذا أكلَهً كُلَهُ، وسمَّدَ شَعَرَهُ وسبَّدَهُ إذا أخَذَهُ كله. نسمع كثيراً هذا المثل "وافق شنٌ طبقة" ويقال لمن يتوافق مع غيره ويتفق معه في أشياء.. و(شَنٌّ): رجل من دهاة العرب وعقلائهم، اشتهر بالحكمة قررت أن يطوف البلدان ليجد امرأة يتزوجها تكون مثله في الحكمة.. وقد لقيه رجل في الطريق فسأله شن: أين تريد؟ قال: موضع كذا، وهو المقصد الذي كان يريده شنٌّ فوافقه وسارا معاً، فقال له شنٌّ وهما يسيران: أتحملني أم أحملك" فرد عليه الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك وكيف تحملني؟ فسكت عنه شنٌّ وسارا حتى إذا اقتربا من القرية إذا بزرع قد استحصد فقال شنٌّ، أترى هذا الزرع أأكل أم لا؟ فأجابه الرجل، يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أأكل أم لا؟ فسكت عنه شنٌّ حتى لقيا جنازة فقال شن: أترى صاحب النعش حيّاً أم ميتاً؟ فقال الرجل: ما رأيت أجهل منك ترى جنازة وتسأل عنها أميت صاحبها أم حيّ؟ فسكت عنه شن، وأراد مفارقته، ولكن الرجل أصرّ على أن يصحبه إلى بيته، وكان للرجل ابنة اسمها (طبقة)، فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها عن جهله ومرافقته له. فقالت طبقة: يا أبت ما هذا بجاهل، أما قوله: أتحملني أم أحملك فأراد به، أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع الطريق، وأما قوله: أترى الزرع أأكل أم لا، فأراد: هل باعهُ أهله فأكلوا ثمنه، وأما قوله في الجنازة فأراد، هل ترك عصباً يحيا بهم ذكره أم لا؟ فخرج الرجل إلى شنٌّ وحدثه فقال له: أتريد أن أفسر لك ما قلته لي في الطريق فقال نعم، ففسره، فقال شنٌّ: ما هذا بكلامك فأخبرني عن صاحبه، قال: ابنة لي، فخطبها شنّ وتزوجها وعاد بها إلى قومه، فلما رأوها قالوا: وافق شنٌّ طبقة، فذهبت مثلاً ويضرب للمتوافقين المتفاهمين. عروة بن الورد: إني امــــرؤ عـــافي إنــــائي شركــــة وأنتَ امـرؤ عـــــافي إنائِكَ واحـــــدُ أتهـــزأ مني أن سمنــــت وأن تــرى بوجهي شحوبَ الحقِّ، والحقُّ جاهدُ أُقسّمُ جسمـــي في جسوم كثيــــــرة وأحسو قـراح الماء والمــــاء بـــــاردُ إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae