بعد موسمين له مع الفريق، يريد عشاق ريال مدريد، أن يصنعوا تمثالاً للبرتغالي جوزيه مورينيو والسبب أنه حقق مع النادي الملكي أعلى معدل لتسجيل الأهداف في تاريخه، وبلغ (2.93) هدف في المباراة الواحدة، فماذا لو عرف الإسبان أننا والحمد لله، ومن «غير سحر» أصبح معدل الأهداف لدينا يقترب من 6 أهداف في المباراة، بعد أن شهدت الجولة الثالثة من دوري المحترفين تسجيل 39 هدفاً دفعة واحدة، بمعدل أكثر من 5 أهداف ونصف للمباراة. لم تعد المسألة فقط تنحصر في السؤال: هل هي براعة مهاجمين أم إخفاق مدافعين، ومعهم مدربين وحراس مرمى، لكنها ظاهرة بحاجة إلى دراسة من اللجنة الفنية سواء باتحاد الكرة أو في لجنة دوري المحترفين، خاصة أن هذه المعدلات في ازدياد من موسم لآخر، ففي موسم 2010، حققنا طفرة في معدل الأهداف، مما جعلنا وقتها نحتل المركز الأول عالميا من حيث نسبة التهديف التي اقتربت من معدل 4 أهداف في المباراة الواحدة، وحينها نجحت أندية الدوري الـ 12 في تسجيل 340 هدفاً بالتمام والكمال في 90 مباراة فقط بمعدل 77 .3 هدف في المباراة الواحدة، وفي موسم 2011-2012، اهتزت شباك الفرق الـ 12 (449) مرة خلال 132 مباراة لعبت على مدار 22 جولة، بمعدل اقترب من 4 أهداف ونصف وقتها بالنظر لإجمالي الموسم، وهو ما يعني أن الأمر يتحول شيئاً فشيئا إلى كرة صالات أو خماسيات وربما أشد وطأة، فمثل هذه «الأمطار» لا نراها فيهما. والغريب والمدهش أن هناك من يحتفي بمثل هذه المعدلات أحياناً ويفسرها أنها دليل قوة وعنفوان للدوري، وهذا غير صحيح بالمرة، لأن المعطيات لا تقول ذلك، ولأن تفاصيل «الحسبة الكروية» تشير إلى خلل، ومن هنا، فالواجب على اللجنة الفنية أن تتعامل مع الموضوع باعتباره ظاهرة تستحق الدراسة، وهل تعود أسبابها لتعاقد معظم الأندية مع مهاجمين أجانب، وإهمال بقية الخطوط، أم أن السبب في ضعف مستوى الحراس بسبب عدم شمولهم في عملية التعاقدات، ومنع التعاقد مع أجانب في هذا المركز، كما أن عليها أن تبحث بعد ذلك في أثر المشكلة على المنتخب، وهل لها فيما مضى من مباريات انعكاسات، وبعد ذلك، عليها أن تبحث عن الحل، تترجمه إلى قوانين وتوصيات مقترحة، ترفعها إلى المسؤولين للنظر فيها. انطلاقة الدوري الإيطالي هذا الموسم شهدت معدلا تهديفيا رآه المتابعون كبيراً، وبلغ 2.1 هدف في كل مباراة، وفي الدوري البحريني، في الجوار، يتساءلون عن أسباب تجاوز معدل التهديف حاجز الأهداف الثلاثة في الأسبوع الأول للمسابقة، وبطولة الأمم الأفريقية الأخيرة، كان معدل التهديف بها عالياً، وبلغ 2.4 هدف في المباراة الواحدة، أما نسخة عام 2008، فلا زالت تحمل الرقم القياسي في تاريخ البطولات الأفريقية، بمعدل بلغ ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة، أما نحن، فالأمر لدينا تجاوز الحدود، واقترب من حاجز الأهداف الستة، وهو رقم مذهل، إما أن يدهش له العالم أو يضحك. كلمة أخيرة: ليس كل الكثير حسناً، وليس كل القليل سيئاً.. و«خير الأمور الوسط» محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae