أن تكون العقول راضية مرضية، آمنة مطمئنة ناصحة، راجحة ناجحة في التقاط المعاني، وفهم المعطيات بوعي دون غي، والتعاطي مع مجريات الأحداث الواقعية دون ترسبات أو تراكمات، أو عثرات، أو عقبات، أو منكدات، أو مكدرات، أو نكبات.. تلك هي المسألة التي لا بد وأن يطرحها كل إنسان أمام نفسه ليتجاوز حدود الذات، منطلقاً باتجاه الآخر برحابة صدر، ونجابة فكر، ودون منغصات أو حواجز. توحيد العقول قبل الجهود المقولة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لترفرف بأجنحة الرؤية الواضحة، وتبحر بأشرعة الرأي الصريح، والإمارات إذ تقف في مقدمة الصفوف، مستدعية جل إمكاناتها في التقدم والازدهار والتواصل مع الآخر، بسفن الموانئ المزدهرة، بالحب والتصالح مع النفس، هذا هو أنموذج الإمارات ومثالها، ومنالها، ومآلها، وسؤالها، وحالها، وقدرتها الفائقة على تحقيق الذات الفردية ثم المجتمعية، وصولاً إلى معانقة أغصان الأشجار الشم في نواحي الكون، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، ولا انحياز لرؤية الإمارات في هذا المجال إلا للحقيقة، وحقيقة العالم أنه ضمن مجموعة شمسية واحدة، فلا فراق ولا تفريق، ولا مِزَق ولا تمزيق، بل إنه الطريق الواحد، لا يقف على رصيفه إلا المتخاذلون، والمتكاسلون، والمهمومون بذواتهم المهشمة. هذه نعمة الإمارات، في نعيم من يقودون مسيرتها، بالاتجاه المزهر المثمر، العامر، المزدهر، المزخرف بندى الأجساد المثابرة، ونخوة العقول المبحرة نحو غايات الأمل، مرتلة النشيد، إنسانياً كونياً، سالماً مسالماً، معافى مشافى من أدواء العصبية الجاهلية وأرزاء النظرة الضيقة. هذه هي الإمارات، عقولها في بسط نفوذ الجهود، وجهودها الخل الوفي لعقول تتجاوز حدود المعقول لتحقيق المزيد من النهوض، ورفع راية الوطن عالياً.. هذه هي الإمارات أنشودة الخلود، وإلياذة عربية من نسج عقول من أرادوا أن يرجحوا العقل، ومن أبدعوا في الموازاة ما بين القصيدة العصماء والأرض الشماء، ومن وضعوا الوطن ما بين الرمش والرمش، ليكون الوطن شِفة، وهذا البوح الجميل قُبلة، والأوفياء سنابل العطاء بلا عناء. هذه الإمارات، نَحلة ونخلة وقِبلة المدنفين، الناهلين من عنفوان النخوة وصولجان القوة الفائقة، الذاهبين عميقاً في الشجون والشؤون، الحادبين من عيون وفنون، الرافلين من حرير المرحلة المدللة، المحدقين في الجملة الإماراتية المسترسلة، النابضين وعياً بهذا الحُلَم وذاك الحِلْم، وما بينهما تنمو أعشاب الحياة زاهية صافية. هذه الإمارات بعقول تجتهد، وجهود لا يبددها كمَدْ، تمضي بقافلة الفضيلة من أجل كون إنساني يخلد الحياة بالعمل الدؤوب، والعقل الموهوب، والإيمان الصادق بلا ندوب. علي أبو الريش | marafea@emi.ae