قبل أن يبدأ الموسم، قلنا إنه سيكون استثنائياً، ليس فقط لمشاركة 14 فريقاً، ولكن لما سبقه من إرهاصات وشواهد، ولأننا جميعاً نعول على نضج التجربة الاحترافية في عامها الخامس، بشكل يجعل منها أكثر استقراراً وإثارة وخبرة. وبعد مرور الجولة الأولى، وضح فعلاً أنه «استثنائي»، ولكن من وجوه أخرى، فالجولة شهدت 25 هدفاً دفعة واحدة، منها 9 أهداف في مباراة العين والأهلي، و5 في مباراة الوصل مع الوحدة، واحترنا مع الخبراء في «الجدلية القديمة الجديدة»، هل هي براعة مهاجمين، أم تراجع مدافعين، أم انهيار «حراس»، أم أنها الأسباب مجتمعة، وهو السؤال الذي ما كان ليطل في هذا التوقيت مع ضربة البداية. وهو «استثنائي»، بعد أن شهد تصدر الشعب لجدول الترتيب، وهو الذي أبقته «الرباعية»، و«سبحان مغير الأحوال»، فبعد أن كان الشعب خارج حسابات دوري المحترفين، واستعد لجولة جديدة في عالم الهواة، أطلت عليه الدورة الرباعية بعد قرار زيادة عدد الأندية، فمنحته «بصيص الأمل»، الذي بات صدارة وقمة يزهو عليها في أول جولة بعد الفوز على اتحاد كلباء برباعية نظيفة، والأخير لم يحتج إلى «رباعية» ليتأهل. وهي نسخة استثنائية، بعد أن بدأت بسقوط معظم المرشحين، فالعين خسر من الأهلي، والجزيرة أمام النصر، والوحدة من الوصل، وعلى الرغم من منطقية بعض النتائج، وكونها ليست خارجة عن السياق أو من «خوارق الأمور»، إلا أن الأرقام هي التي استرعت الانتباه، وأثقلت كاهل أنصار تلك الفرق. ومن جديد النسخة الحالية أيضاً، أنها بدأت بـ«صراحة» لم نعهدها من قبل، وابتعدت قليلاً عن الدبلوماسية، ومن يراجع تصريحات المسؤولين والمدربين، سيجد فيها لوناً جديداً، وهو أمر طيب ومحمود، وها هو مدرب بني ياس يرى أن لاعبيه يتكلمون أكثر مما يلعبون، وبرانكو يؤكد أن هناك أخطاء في الوحدة لا يمكن السكوت عليها، وغيرها من التصريحات النارية والمغرقة في الواقعية، والتي بعدت عن «البروتوكول»، وسارت في حدود «المعقول والمقبول». أما أكثر التصريحات قسوة، وأشدها وطأة، فكان ما قاله محمد حسن الضنحاني رئيس مجلس إدارة نادي دبا الفجيرة، الذي أكد أن الأندية أغلقت أبوابها في وجه فريق النادي لكرة القدم، والذي لا يجد مكاناً للتدريبات، وليس لديه ملعب للمباريات، فكتب عليه «الشتات»، دون أن يرق أحد لحاله، أو يتعاطف مع مآله، بل انشغل الجميع بما لديهم، وكأنهم يريدونه أن يظل هكذا، عله يكون أول الهابطين، أو أن يكون غنيمة للطامعين، وفريسة للمتربصين، وكتب على الفريق أن يتجه دائماً صوب العين، حيث ملعبه الرسمي، ففيه يستعد للمباريات، وفيه ربما يذرف العبرات، وهو يجد نفسه بعيداً عن محبيه، يواجه أطماع منافسيه. هذا بعض من عالم دورينا في «السنة الخامسة»، وأحسب أنه مؤشر بنسخة استثنائية، فكلما توسعت «القبيلة»، ازدادت صخبها، واشتعل فتيلها كلمة أخيرة: من يضحك أولاً وأخيراً .. لم يوجد بعد محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae