وحده الغاني أسامواه جيان، الذي رأيته من لاعبي العين في القطارة أمس الأول، في المباراة التي انتهت بفوز عريض للأهلي على بطل الدوري، وحامل كأس السوبر منذ أيام، وباستثناء جيان، غاب الذين حضروا، حتى لو جروا يميناً ويساراً، فالنتيجة في النهاية، كانت شهادة «الغياب». في المقابل، حضر لاعبو الأهلي، واستعادوا روحاً افتقدناها منذ زمن بعيد، ربما منذ أن رافقتهم «لعنة الدرع الأول»، وكانوا في القطارة حقاً «الفرسان»، فاستحقوا «نصف درزن» وفي من؟.. في الشباك العيناوية، التي لم يحدث أن تلقت هذا الكم من الأهداف سوى مرتين في تاريخ الكرة، إحداها أمس الأول. الفريقان كانا نقيضين في الكثير من المشاهد، ففي الأهلي حضرت الروح، وفي «الزعيم» غابت إلا من جيان، وفي القافلة الحمراء تبارى اللاعبون في الدفاع عن طموحهم، بينما كان رادوي بتصرفه غير المسؤول الذي كلفه الطرد والغياب مباراتين عنواناً لحالة من اللامبالاة، امتدت في معظم أوصال الفريق العيناوي، واليوم كم أتمنى أن تنتقل شارة القيادة من رادوي إلى جيان، فهو يستحقها، إذ يؤكد كل يوم انتماءه وحماسه الكبير للعين، ويكفي ما قام به بعد المباراة حين اجتمع باللاعبين، وحثهم على طي صفحة الخسارة. ليس غريباً أن تخسر، وحتى لو كنت بطلاً، ولكن لم تكن هناك مقدمات لهذا الانهيار غير المبرر، ولم تكن هناك إرهاصات بأن الفريق الذي أرهق الجزيرة منذ أيام، واقتنص آخر وأول الألقاب يمكن أن يتراجع بهذا الشكل، على أرضه وبين جماهيره، ولا يمكن أن يقال إن الجهد هو السبب، وإلا لتحطم الأبطال حول العالم بعد كل مباراة، وإلا ما كان هناك أبطال أصلاً، لديهم القدرة على الكفاح، والصراع، والنهوض. تفوق كيكي مدرب الأهلي أمس الأول، وكان واضحاً أنه أجاد قراءة الخصم، وفي المقابل لم يكن كوزمين موفقاً في اختياراته للتشكيلة العيناوية، ولكن ذلك ليس مبرراً لأن أكرر «عادات دورينا» الذي بات يتأرجح مداً وجزراً ومدحاً وذماً مع نتيجة مباراة، ففي الموسم الماضي، وربما حتى مع بدايات الموسم الجديد، كان كوزمين ملهم الحالمين، بينما عانى كيكي الأمرين من الرافضين لاستمراره، قبل أن يقدم الأخير أمس الأول، واحداً من مسوغات براعته، وهو لم يكن أبداً بحاجة إلى ذلك، كما أن كوزمين ليس بحاجة للدفاع عنه رغم السداسية، فهو مدرب كبير، ليس وحده المسؤول عما حدث في القطارة. أما من المسؤول، فلا شك أنهم لاعبو العين، الذين أظهروا الكثير مما لا تريده جماهيرهم، فقد كانوا تائهين في الملعب، وحتى «الطلقات الست» التي نزلت على رؤوسهم، الواحدة تلو الأخرى، لم توقظهم من غفوتهم، فانتهت المباراة بهذه النتيجة القاسية، التي لا تليق بمكانة وتاريخ الزعيم، وبكونه بطل النسخة الماضية من دوري المحترفين، والفريق «السوبر» الذي دشن الدوري بانطلاقة ليست «سوبر» على الإطلاق. مبروك للأهلي هذا الفوز الكبير، سواء من ناحية الأهداف، أو من ناحية الدفعة المعنوية التي سيحصل عليها في مستهل مشواره بالمسابقة، وعلى العين، أن يعيد مشاهدة المباراة من جديد، ففيها الكثير من الدروس، وفيها العديد من الآفات، التي لو تخلص منها سيعود إلى الطريق من جديد. كلمة أخيرة: الخسارة في البداية ليست أبداً عنواناً للنهايات. محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae