غير بعيد عن مقالة الأمس حول صاحب فكرة “الرغوة لمنع تسرب الطلبة”، نشير اليوم لقضية أخرى تتعلق بما يجري في الميدان التربوي والتعليمي، وهي حديث الجميع، لأننا جميعا معنيون بها. سواء في الوزارة أو المجالس والمناطق التعليمية أو كأولياء أمور. فقد توقفت أمام جولة قيادات مجلس أبوظبي للتعليم في جزيرة دلما الخميس الماضي، وحديث الدكتور مغير الخييلي مدير عام المجلس للطلاب والطالبات، و”حثهم على تعلم اللغة الإنجليزية، وعدم التذمر منها”. “مشيرا إلى أن منهج اللغة الإنجليزية متطور، ويحتاج من الطالب التحلي بالصبر، والمثابرة، لكسر حاجز الخوف منها”. بحسب الخبر الخاص بها، والذي نشر في الصحف المحلية يوم أمس. الحديث يؤكد وجود مشكلة تتطلب حلا، يتمثل من وجهة نظره بعدم التذمر والتحلي بالصبر والمثابرة، والأهم من ذلك كسر حاجز الخوف. الحاجز الذي لم يكن موجوداً من قبل، ظهر مع ظهور تحولين مهمين في مسار العملية التربوية والتعليمية، الأول كان مع تطبيق المجلس تجربة تدريس اللغة على يد مدرسين” نيتف سبيكرز” أي أن لغتهم الأم هي الإنجليزية. أما التحول الثاني فقد كان قرار المجلس تدريس المواد العلمية والرياضيات باللغة الإنجليزية، مما ضاعف من قوة” الحاجز”. واليوم وبعد مرور عدة أعوام دراسية على التجربة، واستمرار الحديث عن وجود المشكلة، يعني حاجة التجربتين للمزيد من التقييم والدرس. لا أحد يختلف على الأهداف الإيجابية لهما، فالإنجليزية لغة العصر وعالم اليوم. كما أن تدريس المواد العلمية بها، يساعد الطلاب على اجتياز دراستهم في المرحلة الجامعية بيسر وسهولة. أما كيف يكسر حاجز الخوف الذي تكون وترسخ بعد هاتين التجربتين، فهو مسؤولية أقسام وإدارات البحث والتقييم والمتابعة في المجلس؟. ومساعدة الطلاب على تجاوز هذه العقبة مسؤوليتهم أيضاً. وقد ظهرت آثار هذه العقبة جليا في تزايد الإقبال على شعبة” الأدبي” على حساب “العلمي” في توجه حذر منه خبراء الموارد البشرية والاقتصاد، قبل التربويين، لأنه ببساطة لا يخدم متطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل وتوجهات الدولة نحو اقتصاد المعرفة. وهو موضوع جرى التطرق إليه في مناسبات عدة، ومع كل عام دراسي أو مؤتمر علمي تربوي متخصص عن الموارد البشرية أو يتناول مسائل تتعلق بمخرجات التعليم وسوق العمل. لقد دخل تعليم اللغة الإنجليزية لمقرراتنا الدراسية منذ مراحل مبكرة من التعليم النظامي، وشهد نقلات نوعية مع التوسع في إقامة المدارس الخاصة بمناهجها المختلفة. وتخرجت أجيال من النظامين والمسارين تنتشر اليوم في مواقع العمل والإنتاج، والكثير منها أتم دراساته الجامعية والعليا سواء داخل الدولة أو خارجها. لذلك علاج المشكلة بالدعوة إلى”عدم التذمر والتحلي بالصبر والمثابرة، و كسر حاجز الخوف” يتطلب مبادرات لمعالجة الوضع سواء من المجلس أو وزارة التربية والتعليم، لأن مناطقها التعليمية أيضا تعاني من ظاهرة تفضيل الطلاب الذكور-تحديدا- لشعبة”العلمي” على حساب “الأدبي”. وبذات الشفافية التي حرص عليها “أبوظبي للتعليم”، وهو يحث طلابه على مواجهة” الإنجليزية” بالعزيمة والإرادة القوية، عليه أيضاً الانفتاح على دعوات ومتطلبات تصحيح المسار، بحيث تحقق الغايات من العملية التعليمية. علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae