منذ النشء وحتى التوغل والتغلغل في الأحشاء والأرجاء ثم التسرب باختراقات مذهلة وبدهاء ومكر الذين يحتالون على الأرض والسماء بدعاء وادعاء بسمات وصفات، ويجب أن نقر بأن الإخوان تنظيم محكم الإغلاق، غارق في السرية، تنظيم متسلسل متدرج متعرج يخوض معاركه مع الوجدان البشري بسلاح الدين، يستدرج ويستدعي ويستولي ويسيطر بلسان عمر بن عبدالعزيز، وقلب الحجاج، تنظيم يعرف من أين تؤكل الكتف، فيربت على كتف هذا ويتسلق كتف ذاك ويمسح لحية ثالث، واليوم وبعد انفتاح بالونات العالم، وإفراد الفضاء العالمي جناح الذل من غير رحمة للتغاريد والتناهيد والبوح الفريد، أصبحت اللعبة أكثر خطورة لأن اللاعبين من هذا التنظيم يجيدون التصويب والتبويب والتهريب والتسريب والتثريب والفعل العجيب، بينما يقف بعض الإعلاميين متفرجاً متهدجاً ينظر بدهشة وذهول وينكفئ متوارياً، وعندما يريد أن يطل برأسه على هذه القضية، فإنه يطل بخجل ووجل وعلى عجل ثم يكتفي بالآهة والزفرة المريرة ويترك الساحة بأبواب مشرعة، مترعة بالهواء الطلق تنشق عنه رؤوس هذا التنظيم فيراوغون ويغامرون ويساورون ويكابرون ويداورون ويستديرون ويلوون عنق الحقيقة من دون صد أو رد من إعلام نابه يعرف كيف السبيل لحل المعضلات التي تواجه المجتمع.. إعلاميونا لا يزالون يعيشون حالة استرخاء تام، بينما العالم من حولنا وفي محيطنا القريب والبعيد يعيش وسط غيوم وهموم وسقوم تحتاج منا التدبر والتبصر والتعلم من تجارب الآخرين المريرة، حتى لا يقع الفأس في الرأس، وبعد ذلك نبكي على الخل الوفي.. هذا التنظيم يعرف ما يريد، فيخطط ببراعة وإبداع، عبدالله بن ميمون القواح، وعبدالله بن سبأ وسواهما ممن جروا الويلات والخيبات والنكبات والعقبات والكبوات لهذه الأمة، فماذا نريد نحن؟ نقولها بكل صراحة، بلادكم أمانة في أيديكم وحب الوطن لا حياد فيه ولا انحياز إلا للوطن، والصمت والتجاهل والتساهل يمهدان الطريق لتسرب المرض الخبيث إلى سائر الجسد. بلادنا بخير وبأيد أمينة رصينة رزينة، ولكن اليد الواحدة لا تصفق، والوطن بحاجة إلى اصطفاف والتفاف الخيرين من أبناء هذا البلد في كل الميادين وفي مقدمتهم أصحاب الفكر والقلم وهم كثر، وقادرون على هزيمة أصحاب هذا الفكر بالفكر وليس بغيره، فالتعرية واجبة، وكشف الأكاذيب أمر يفرضه الضمير والحس الوطني ومواجهة من يظلمون المجتمع بأفكار وأخبار وأسرار سوداوية عقيمة تحتاج إلى عقول من الأرض تحرسها جند من السماء، مشبعة بقناعات لا تهزها ريح المعلومات المغلوطة ولا ترجها مفاهيم أصبحت من عهد عاد وثمود، أو ما كرسه نمرود الفكر الظلامي.. بلاد الخير تحتاج إلى أبنائها الخيرين المخلصين يقفون صفاً واحداً كالبنيان المرصوص في مواجهة من في عقولهم خلل، ومن في نفوسهم زلل ومن في ضمائرهم جلل، ومن أيقنوا أن الحياة منافع ذاتية ولو كانت على حساب الوطن. علي أبو الريش | marafea@emi.ae