من المفردات العربية ما خف استعمالها وندر، وقد هجرناها على الرغم من جمالياتها اللفظية الموسيقية والمعنوية الزاخرة، ووردت في كتابه العزيز مثل الوَصَب والنَصَب، الوَصَبُ لغة: الوَجَع والمرض، والجمع أوْصاب، ووَصِبَ يَوْصَبُ وَصَباً، فهو وَصِب. وتَوَصَّبَ، ووَصَّبَ، وأوْصَبَ، وأَوْصَبَه اللّهُ، فهو مُوصَب. والـمُوَصَّبُ بالتشديد: الكثير الأوجاع. والنَّصَبُ: الإِعْياءُ من العَناء. والفعل نَصِبَ الرجلُ، بالكسر، نَصَباً: أعْيا وتَعِبَ؛ وأنْصَبه هو، وأنْصَبَني هذا الأمرُ.وهَمٌّ ناصِبٌ مُنْصِبٌ: ذو نَصَب. وفي الحديث: فاطمةُ بَضْعَة مِني، يُنْصِـبُني ما أنْصَبَها أي يُتْعِـبني ما أتْعبها. والنَّصَبُ التَّعَبُ؛ قال النابغة: كليني لهمٍ ، يا أميمة، ناصبِ وليلٍ أقاسيهِ، بطيءِ الكواكبِ وفي حديث عائشة: أنا وَصَّبْتُ رسولَ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أي مَرَّضْتُه في وَصَبه؛ الوَصَب: دوام الوَجَع ولُزومه، كَمَرَّضْتُه من المرضِ أي دَبَّرْته في مَرَضه، وقد يطلق الوَصَبُ على التَّعب والفُتُور في البَدَن. وفي حديث فارعَةَ، أُختِ أُمَيَّة، قالت له: هل تجِدُ شيئاً؟ قال: لا، إلا تَوْصِـيباً أَي فُتوراً، ورجل وَصِبٌ من قوم وَصَابَـى ووِصابٍ، وأَوْصَبَه الداءُ وأَوْبَرَ عليه: ثَابَرَ. والوُصُوبُ: دَيمومةُ الشيءِ. ووَصَبَ يَصِبُ وُصُوباً، وأَوْصَبَ: دامَ. وفي التنزيل العزيز: "ولَهُ الدِّينُ واصِـباً"؛ قيل في معناه: دائِـباً أي طاعته دائمة واجبة أبداً؛ وقيل في معنى "ولَهُ الدينُ واصِـباً" أي له الدين والطاعة؛ رَضِـيَ العبدُ بما يُؤْمر به أو لم يرض به، سَهُلَ عليه أو لم يَسْهُلْ، فله الدين وإن كان فيه الوَصَبُ.والوَصَبُ: شِدَّة التَّعَب. وفيه: "بعذاب واصِبٍ" أي دائم ثابت، وقيل: موجع. ويقال: واظَبَ على الشيء، وواصَبَ عليه إذا ثابَرَ عليه. يقال: وَصَبَ الرجلُ على الأمر إذا واظب عليه؛ وأوْصَبَ القوم على الشيء إذا ثابَروا عليه؛ ووَصَبَ الرجلُ في ماله وعلى ماله يَصِبُ، كوَعَدَ يَعِدُ، ووَصِبَ يَصِبُ، بكسر الصاد فيهما. وفَلاةٌ واصِبة: لا غاية لها مِن بُعْدها. ومَفازة واصِبَة: بعيدة لا غاية لها. بشار بن برد: أأرقتَ بعدَ رقادكَ الأوَّابِ بَهَـــوَاكَ أمْ بِخَيَاله الْمنتَابِ نَعـــــَقَ الْغُرَابُ فَخَنَّقَتْنِي عَبْرَة وبكيتُ من جزعٍ على الأحبابِ يَا رُبَّ قَائلَة وغُيِّب عِلْمُهَــــا: مـاذا يهيجكَ من نعيقِ غرابِ كاتمتها أمري ومـــــــا شعرتْ بهوَكَذَاكَ قَدْ كَاتَمْتُهُ أصْحَابِي ودواءُ عيني قد علمتُ وداؤها رَيَـــّا الْبَنَان كَدُمْيَة ِ الْمِحْرَابِ في نأيهــا وصبٌ علـــيّ مبرِّحٌ ودُنُـــوُّها شافٍ مِن الأَوصابِ إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae